في ظل “سوء” واقع الكهرباء بكوباني.. الطاقة البديلة حل ليس بمقدور الجميع
فتاح عيسى- كوباني
اضطر إسماعيل، إلى دفع ألف ومئة دولار لتركيب منظومة طاقة شمسية من أجل تأمين الكهرباء لمنزله، في ظل قلة ساعات وصول الكهرباء النظامية.
يقول إسماعيل حج محمود (55 عاماً) وهو من سكان مدينة كوباني، إن أصحاب محلات بيع ألواح الطاقة الشمسية يرفعون أسعارها ويعزون ذلك إلى الرسوم الجمركية المرتفعة التي تفرضها مناطق المعارضة السورية من جهة، والإدارة الذاتية من جهة أخرى.
ويشتكي سكان كوباني من ارتفاع تكاليف تركيب ألواح الطاقة الشمسية، حيث يكلف تركيب المنظومة بين 500 وألف دولار أمريكي، الأمر الذي يمنع غالبية السكان من اللجوء إلى هذا الحل في ظل تردي الواقع المعيشي، و الرواتب التي تصرف بالليرة السورية.
يضيف “حج محمود” أنه اضطر إلى خيار تركيب الطاقة الشمسية رغم وجود مولدة كهرباء لديه، لعدم توفر مادة المازوت لتشغيلها وانزعاج الجيران من صوت المولدة، إضافة إلى الأعطال التي تتعرض لها المولدة من كثر الاستخدام.
حلول مؤقتة
اضطر مصطفى إسماعيل (42عاماً) وهو من سكان مدينة كوباني، إلى تركيب لوح واحد مستعمل من الطاقة الشمسية بخمسين دولار لتشغيل مروحة وشحن الموبايل وماكينة الحلاقة الخاصة بعمله، كحل مؤقت لتدبير أموره، في ظل ارتفاع تكاليف تركيب منظومة كاملة للطاقة البديلة.
ويطالب الرجل الإدارة الذاتية بالعمل على توفير ألواح الطاقة الشمسية، وبأسعار تناسب السكان وبالتقسيط، وخفض الرسوم الجمركية عليها.
ورغم رغبته بتركيب منظومة طاقة شمسية، وتعتبر بديلاً جيداً لتوفير الكهرباء مع غياب نظام الأمبيرات، إلا أن أحمد محمد (73 عاماً) وهو من سكان مدينة كوباني، لا يستطيع تحمل تكاليفها.
وتفتقر مدينة كوباني لنظام الأمبيرات في ظل تناقص عدد ساعات وصول الكهرباء النظامية، من سد تشرين إلى نحو خمس ساعات يومياً مع ارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية خلال ساعات النهار.
لا توجد خدمة كهرباء في كوباني بشكل جيد وخاصة خلال ساعات النهار، الأمر الذي يضطرهم للجوء إلى الظل، وشراء قوالب البوظ لتأمين المياه الباردة في ظل الصيف الحار، بحسب “محمد”.
استيراد ورسوم جمركية
يوضح نويران شيخ رزه وهو تاجر وصاحب مركز لتركيب ألواح الطاقة الشمسية في كوباني، أنهم يستوردون ألواح الطاقة الشمسية ومستلزماتها من الصين عبر تركيا ومنها إلى مدينة إدلب منذ عامين.
ويضيف لنورث برس: “البضاعة التي نستوردها من الصين تصل إلى مدينة مرسين التركية ومنها إلى معبر باب الهوى، يتم فرض رسوم جمركية عليها في مناطق المعارضة إضافة إلى رسوم جمركية تفرضها الإدارة الذاتية”.
وارتفعت مؤخراً، الرسوم الجمركية على ألواح الطاقة الشمسية ومستلزماتها، حيث أن تكاليف إيصال كل لوح من ألواح الطاقة الشمسية كان يكلف 3 دولارات كرسوم جمركية، بينما أصبحت حالياً نحو ثماني دولارات، وفقاً للتاجر.
ويضيف” شيخ رزه” أن السكان من ذوي الدخل المتوسط يطلبون لوحاً واحداً من الطاقة الشمسية وبطارية واحدة ومع أجهزة صغيرة والتي تكلف بين 350 و400 دولار، ويتوقع أن الإقبال على تركيب الطاقة الشمسية سيزيد خلال الأعوام القادمة.