موجة سخرية من “رشاقة” التنمية الإدارية في الحكومة السورية

ليلى الغريب ـ دمشق

مجدداً تعود وزارة التنمية الإدارية في الحكومة السورية، إلى التداول الإعلامي، عبر تصريح للوزيرة سلام سفاف، قالت فيه إن الحكومة تقوم بخطوات للوصول إلى “مؤسسات رشيقة وفعالة”.

قوبل ذلك الوصف بموجة من السخرية، ورأى البعض أنه انعكاس لحالة انفصال عن الواقع يعيشها المسؤولون الحكوميون الذين يتحدثون وكأن لا شيء يجري في البلاد، في وقت صارت فيه تلك المؤسسات “رشيقة” بالفعل إذ لم يبق فيها حتى إمكانية تحريك سيارة لتوصيل العاملين من وإلى أماكن عملهم.

وجع المفاصل

تصريح الوزيرة سفاف، جاء خلال لقائها السفير الصيني في دمشق شي هونغوي، ونقلت صفحة الوزارة عن سفاف، أنها استعرضت للسفير الضيف “الخطوات المتخذة من قبل الحكومة السورية للوصول إلى مؤسسات رشيقة وفعّالة، والجهود المبذولة في مجال الاستثمار برأس المال البشري، والارتقاء به إلى أعلى المستويات بما يتيح وصول الكوادر المؤهلة والكفوءة”.

وتناول كثيرون وصف “الرشيقة”، بنوع من السخرية، كذلك علق عليه بعض خبراء الاقتصاد في البلاد.

وزيرة الاقتصاد السابقة لمياء عاصي، نشرت تصريح الوزيرة دون أن تسميها بل اكتفت بنسبة التصريح إلى “تصريح حكومي” وعلقت عليه بالقول إنه “في ظل الرواتب الحالية…. لا يمكن التعويل على مؤسسات رشيقة أو تعاني من وجع المفاصل”.

بينما كتب الخبير الاقتصادي والمصرفي عامر شهدا، أن تصريح سفاف، “ينسف المعلَّقة التي تلاها رئيس الوزراء في مجلس الشعب”، في إشارة إلى الجلسة الأخيرة للمجلس والتي تم تكريس معظمها لرئيس مجلس الوزراء ليستعرض أداء حكومته.

ويضيف “شهدا”: “الحكومة وصلت لمرحلة ترشيق المؤسسات.. وتعمل على استراتيجية رشاقة مؤسساتها فهي غير عاجزة. وبالتالي قد حلت كل المشاكل”.

ويتحدث “شهدا” عن أن مفهوم الرشاقة يجب أن يأتي بعد عدد من برامج الإصلاح الاقتصادي، وبما يشمل سياسة نقدية تقضي على التضخم، وإنهاء مشاكل الكهرباء والاتصالات والمياه، وزيادة الدخل وغيرها.

ويقول: “كل طروحات واقتراحات الحلول لم تعد لازمة، فرشاقة الحكومة ومؤسساتها خير دليل على أن أمورنا باتت بخير”.

هيكل عظمي

الصحفي عبد الحليم سعود، نشر صورة لهيكلين عظميين، وكتب فوقهما تعليقاً يقول: “يمكن معاليها قصدها نصير هيك من الرشاقة”.

أمين السر العام في اتحاد الصحفيين السوريين، يونس خلف، وهو أحد الإعلاميين الذين التقوا الرئيس بشار الأسد مؤخراً، علق عبر صفحته الشخصية بالقول: “أكثر من هذه الرشاقة للمؤسسات، والريجيم الإلزامي للمواطن”.

معظم التعليقات الساخرة، تمحورت حول أحد معانى الرشاقة الذي يتضمن النحول، سواء على صعيد الأفراد، أو المؤسسات، وربطها بحالة الفقر غير المسبوقة التي تشهدها البلاد، وتزداد تأزماً.

أحدهم تساءل: “فهموني شو يعني مؤسسات رشيقة؟” ويجيب: “يعني بدها تعمل رجيم.. ولك إذا هيك أي.. كل الشعب صار رشيق بدون رجيم صار هيكل عظمي ع الجوع والفقر”.

رشاقة سابقة

وكان رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس استخدم المصطلح ذاته منذ أكثر من عامين في مؤتمر الإصلاح الإداري، الذي أقر الهياكل التنظيمية للمؤسسات العامة، حسبما وضعتها وزارة التنمية الإدارية.

وقال عرنوس في المؤتمر الذي ناقش “مشروع الإصلاح الإداري”: “تم اليوم الوصول إلى هياكل تنظيمية رشيقة في كل الوزارات لا تتداخل في الصلاحيات والمهام”.

تحرير: تيسير محمد