قلة آليات ونطاق جغرافي واسع.. المكبات العشوائية تتمدد بريف الرقة

الرقة – فرات الرحيل

يبحث محمد عن نسمة هواء باردة خلال الصيف الحار، تأتي النسمة لكن روائح كريهة تنبعث معها نتيجة مكبات عشوائية تسبب إزعاجات للرجل وجيرانه.

يعاني محمد الطه (34 عاماً) من سكان قرية البيدر التابعة لبلدة الكرامة شرقي الرقة، من الروائح الكريهة التي تجتاح على منزله، لا سيما ليلاً عند هبوب الريح، بسبب وجود مكبات عشوائية بجوار منزله.

تنتشر المكبات العشوائية بقرى ريف الرقة الشرقي، شمالي سوريا، بين منازل السكان، بسبب تأخر البلدية بعمليات الترحيل، ما أدى لتشكلها، الأمر الذي يدفع السكان أيضاً لرمي النفايات بشكل عشوائي.

وتسببت ظاهرة انتشار المكبات العشوائية بين المنازل السكنية بالكثير من الإزعاجات لـ “الطه” وجيرانه، وعادة ما يسبب رمي النفايات العشوائي مشاكل بين السكان.

يقول الرجل إنهم طالبوا بحاويات للقمامة، إلا أن مطالبهم لم تلق رداً من قبل البلدية، ويرى أن عدم وجود حاويات يشجع على انتشار النفايات بشكل عشوائي.

وتعاني غالبية قرى ريف الرقة لا سيما الشرقي من عدم وجود حاويات قمامة، ورمي النفايات بشكل عشوائي، الأمر الذي أدى إلى تخوف سكان من انتشار الأوبئة والأمراض، بسبب ظاهرة التلوث، مثل اللاشمانيا وكورونا وغيرها من الأمراض نتيجة الأوساخ المنتشرة. 

كذلك الحال في قرية أحمد الحسين (43عاماً) والذي يسكن مزرعة المحمدية غربي بلدة الكرامة، يقول إن تأخر البلدية بترحيل القمامة، يؤدي إلى تشكل المكبات العشوائية، ويدفع السكان لرميها بكل مكان.

ويشير “الحسين” إلى أن سكاناً يجمعون النفايات ويرمونها على ضفاف نهر الفرات، الأمر الذي يُنذر بأمراض وأوبئة ، وما دفعهم لذلك “عدم تخصيص البلدية أماكن تُجمع فيها النفايات”.

كما بات السكان يلجؤون لحلول بديلة للتخلص من النفايات عن طريق حرقها، وهو ما يسبب الكثير من الإزعاجات نتيجة الدخان، بالإضافة لمضاعفات صحية لدى السكان، لا سيما ممن يعانون من الربو.

ويفوق التأثير السلبي للحلول البديلة، انتشار النفايات والمكبات العشوائية بين المنازل.

يقول فيصل البيرم، رئيس بلدية الكرامة، إن البلدية تشرف على 14 قرية متفرقة امتداداً من سرير النهر جنوبا وصولاً إلى البادية شمالاً، “في ظل هذا العدد نحن غير قادرين على جمع كافة النفايات الموجودة، لعدم وجود آليات كافية لجمعها”.

ويضيف لنورث برس: “المسافة البعيدة بين القرى تمنعنا من الوصول لبعض منها، بسبب عدم استطاعتنا الكافية لجمع كل النفايات، لذلك يجمعونها فقط من ثلاث قرى من أصل 14 بشكل دوري”.

تحرير: أحمد عثمان