انبعاث روائح صرف صحي متهالك تؤرق سكاناً بلدة بريف دير الزور

ماهر مصطفى – دير الزور

يضطر ناصر لمغادرة منزله أحياناً، لاشتداد الروائح المنبعثة من الصرف الصحي المجاور له، تلك المشكلة قديمة ولا زالت تؤرق الرجل وتقض مضجعه.

يقول ناصر المحمود (38عاماً)، من سكان حي القلعة ببلدة هجين بريف دير الزور الشرقي، إن شبكة الصرف الصحي في الحي متضررة “بشكل كبير”، وجميع الحفر الفنية مسدودة، “تطوف الأوساخ بشكل يومي على طرقات الحي لتصل أحياناً إلى عتبات المنازل”.

تعرضت شبكات الصرف الصحي الفرعية والرئيسية لضرر كبير بسبب الحرب التي دارت في المنطقة، لتخرج عن الخدمة في أجزاء كبيرة منها، في أحياء مدينة هجين والقرى المجاورة لها.

أدى الضرر الذي لحق بها إلى انسداد مجاري الصرف الصحي، لتطفو أحياناً على الطرقات، ما يسبب انبعاث روائح كريهة، أدت لتذمر واستياء كبير لدى السكان.

وعلاوة على درجات الحرارة المرتفعة جداً والتي ترافقت معها تلك الروائح المنبعثة، “نضطر غالب الأحيان إلى الخروج مع أفراد العائلة خارج المنزل، والذهاب إلى مكان آخر لا توجد فيه رائحة”، يقول “المحمود”.

ويضيف لنورث برس: “ناشدنا عدة مرات مسؤولي البلدية في هجين لإيجاد حل لشبكة الصرف الصحي في الحي وإعادة تأهيلها، لكن دون جدوى”.

ويقيم في هجين أكثر من 130 ألف نسمة من السكان، وكانت قبل فترة الحرب مخدمة بشكل كامل من شبكات المياه والصرف الصحي وغيرها.

لكن بسبب الحرب التي شهدتها البلدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، خرجت غالبية البنى التحتية عن الخدمة، وخاصة شبكات الصرف الصحي، التي أصبحت حديث الشارع، لما تسببت به من روائح وأمراض للسكان.

ويقول محمد العيسى من سكان حي المستوصف في هجين، إنه توجد في الحي شبكات صرف صحي بقطر 30 سم مهترئة ومسدودة وخارجة عن الخدمة.

ويضيف: “حاولنا عدة مرات إعادة ترميمها وتصليحها وتسليكها على نفقتنا الخاصة، لكن سرعان ما تعاود الطوفان والانسداد من جديد، بسبب خروج الخطوط الرئيسية في البلدة عن الخدمة أيضاً”.

“العيسى” وسكان حيّه ناشدوا البلدية عدة مرات لمساعدتهم لإيجاد حل، “لكن الردود تكون إما بالوعود، أو بعدم وجود ميزانية لإعادة تأهيل تلك الشبكات”.

وقال حسن العبيد مسؤول المكتب الفني في بلدية هجين، إن شبكة الصرف الصحي في المدينة المنفذة قديماً تحتاج للتجديد ضمن المخطط التنظيمي بأقطار 100و 50 سم، وتوسعة الشبكة للعديد من المناطق.

وأضاف، أن “البلدية غير قادرة على استبدال شبكة الصرف المهترئة كونها تحتاج جدوى اقتصادية عالية جداً، بما يقارب 250 ألف دولار، بالإضافة لعدم وجود أليات ضمن ملاك البلدية مثل (تركسات وباكر وقلابات وضاغطة صرف صحي)، إذ يوجد ضاغطة لجميع مناطق الريف، وهي بحالة فنية معطلة”.

وناشد “العبيد”، الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ومجلس دير الزور المدني وهيئة البلديات والخدمات والمنظمات الدولية والمحلية بالمساعدة، لتأهيل شبكة الصرف الصحي في المدينة، ورصد ميزانية لإعادة هيكليتها، “كونها مشكلة عامة”.

وحذر المسؤول السكان من الحفر والتصرف بشكل فردي بشبكات الصرف الصحي، كونها مشكلة عامة وليست خاصة، “الحلول الفردية لا تنفع أبداً”.

تحرير: أحمد عثمان