دعم “معدوم” وتكاليف باهظة.. مزارعو القطن بدير الزور يتوقعون الفشل
إيمان الناصر – دير الزور
لم يستطع صالح أن يؤمن مادة المازوت لري أرضه، بعد أن زرعها بالقطن، حيث أن سعر المحروقات في السوق السوداء “مرتفع جداً”.
يعاني صالح الأحمد، وهو من سكان قرية الطار غربي دير الزور، من تأمين مادة المازوت لري أرضه، خاصة أنه زرع مساحة كبيرة من محصول القطن الاستراتيجي.
وتهدد قلة دعم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بمادة المازوت لمزارعي القطن بدير الزور، بـ”فشل” الموسم، بعد أن تراجع الدعم خلال الفترة الماضية.
يقول “الأحمد”، وهو مزارع منذ أكثر من 20 عاماً، إنه لم يحصل على مادة المازوت لسقاية أرضه سوى 3 مرات، رغم أن القطن استحق الرية الخامسة.
ويشتكي المزارع من قلة الدعم، سواء من محروقات وأسمدة ومبيدات حشرية، ويتوقع الرجل فشل محصوله، ويصفه بـ “السيء جداً”.
ويعتبر القطن من المحاصيل الاستراتيجية في سوريا، وتتركز زراعته بشكل كبير في شمال شرقي سوريا، لا سيما سرير الفرات، حيث المساحة الأكبر له.
ويبدأ مزارعو القطن بزراعته عادة في منتصف آذار/ مارس، فيما يبدأ موسم قطافه أواخر آب/ أغسطس من كل عام، وتنامت زراعته خلال العامين الماضيين بسبب تشجيع الإدارة الذاتية عليها.
يشير خلف العكلة (60 عاماً)، من سكان قرية سفيرة تحتاني غربي دير الزور، إلى أنه “تورط” بزراعة مساحة كبيرة من أرضه بالقطن، إذ سيكون “ضعيفاً جداً”، بسبب قلة الدعم من قبل الإدارة الذاتية.

يقول المزارع، إنهم تقدموا بعدة شكاوى حول قلة الدعم، واستجابت الإدارة الذاتية لكن بنسبة “10 بالمئة”، النسبة التي رفضها مزارعو دير الزور والجمعيات الفلاحية.
وتتطلب الزراعة في دير الزور مبالغ باهظة للحراثة والبذور والأسمدة والمبيدات، وجميعها مرتبطة بالدولار الأمريكي، بالإضافة إلى المحروقات التي ارتفعت أسعار بعضها بنسبة مئة بالمئة بقرار صدر من الإدارة الذاتية في 16 تموز/ يوليو الجاري.
ويعجز المزارعون عن شراء المازوت من السوق السوداء، والذي يبلغ سعره ألفي ليرة لليتر الواحد، فيما تقدم الإدارة الذاتية المازوت المدعوم بـ 525 ليرة لليتر.
يقول محمود العبد، رئيس اتحاد الفلاحين بدير الزور، إن موسم القطن في حالة “حرجة جداً”، ودعا إلى ضرورة التوجه لدعمه من قبل الإدارة الذاتية و المنظمات العاملة في المنطقة بـ”أقصى سرعة” لتحسين الوضع ودعم الفلاح “بشكل مباشر”.
ويعتمد غالبية سكان دير الزور على الزراعة كمصدر أساسي للدخل، لكنها تعاني من قلة الدعم والذي أثر بشكل سلبي على أوضاع السكان الاقتصادية.
ويدر القطن مرابح جيدة للمزارعين، وتراوح سعره في مناطق الإدارة الذاتية خلال الموسم الماضي بين 600 و800 دولار أمريكي، لكن تفتقد المنطقة لمنافذ تصريفه، كالمعامل والمحالج وغيرها.