فاطمة خالد – نورث برس
خسر عبد السلام ما جناه من النقود بعمله في تنظيف المنازل وغيرها من الأعمال التي تتيسر له، بعد أن تعرض للسرقة من قبل شاب كان قد أخذه بحجة تنظيف منزله.
فوجئ عبد السلام درويش (43 عاماً)، من سكان الرقة، بسكين وضعت على رقبته أثناء العمل، ليقول له الشاب، الذي بدا عليه تعاطي المخدرات، “هات ما عندك دون أن تصدر صوتاً”.
أُجبر الرجل أن يعطي تلك الأوراق النقدية القليلة الموجودة في جيبه ليحافظ على حياته، “لأن الشاب لم يكن مدركاً لما يفعله كما بدا لي”.
إن انتشار ظاهرة المخدرات في الرقة ازدادت بشكل كبير، وأثرت على المجتمع وأمن السكان بالدرجة الأولى.
إذ أصبحت الحدائق العامة “وكراً” لتجمع مثل هؤلاء الأشخاص، فالأنثى لا تستطيع الجلوس في الحديقة بسبب المضايقات التي تتعرض لها، وفقاً لقول “درويش”.

ومن الآثار السلبية للمخدرات، والتي تؤثر على المجتمع بشكل أكبر هو انتشار حالات السرقة من قبل متعاطي هذه المواد، وذلك لأن معظمهم قد لا يملك ثمنها فيتوجه إلى الحصول عليها بطرق غير مشروعة.
إحصائيات
وفي 26 حزيران/ يونيو الماضي، كشفت قوى الأمن الداخلي “الأسايش” عبر بيان، عن ضبطها كميات ضخمة من المواد المخدرة.
وبلغ عدد الملفات التي تم العمل عليها من قبل الإدارة العامة لمكافحة المخدرات خلال عام كامل، 522 ملفاً, 6 تجار للكميات الضخمة من المواد المخدرة و1042 مروجين، و2068 متعاطي للمواد المخدرة، تم تحويلهم جميعاً للنيابة العامة، وفق بيان “الأسايش”.
وضبطت “الأساييش” (147) كغ من الكريستال “الميث”، و (302) كغ من الحشيش، (148) سجائر حشيش، و(11,880) إبرة مخدرة، و(838,814) حبة كبتاغون.
بالإضافة لـ (1,818,405) حبة مخدرة من أنواع مختلفة، و7 كيلو ونصف من مادة الهيروين، و(41) شتلة من نبتة الحشيش، و(170) شتلة من نبتة الخشخاش، و(14) غراماً من الكوكائين.
أسبابٌ وحلول
يقول محمود عبد العزيز، وهو أخصائي بالإرشاد النفسي، إن “خطورة آفة المخدرات تكمن في استهدافها أهم مكون من مكونات المجتمع ألا وهو الشباب”.
ويُرجع “عبد العزيز ” سبب انتشار هذه الآفة لعدة أسباب منها قلة فرص العمل، وتوفر المال من طرق غير مشروعة كالسرقة وغيرها.
وعليه فإنه يجب تخصيص مصحات لعلاج المدمنين وزيادة حملات التوعية ضد مخاطر المخدرات وأضرارها وتأثيرها على المجتمع، بالإضافة لوضع قوانين صارمة تحاسب مروجي المخدرات، على حد قول “عبد العزيز”.

تجربة وعواقب “وخيمة”
تتحدث والدة محمد العلي، وهو شاب في الرابعة والعشرين من العمر لنورث برس، عن تجربة ابنها مع المواد المخدرة، واختارت أن نضع له اسماً مستعاراً، خوفاً عليه.
تقول الأم إنها زوّجت ابنها بسن الـ 17 من عمره، إلا أنه خرج عن سيطرتهم فيما بعد، كما وصفت، ليصبح مدمناً للمخدرات بعد انتشارها في الرقة.
وتتحسر الأم على ابنها الذي أصبح يتعاطى المواد المخدرة منذ نحو ثلاثة أعوام، وصار “عدوانياً بتصرفاته مع عائلته وزوجته وأصدقائه حتى مع ابنه الصغير”.
وتضيف: “زُج ابني أكثر من مرة في السجن، ولا نبحث في أمره حينما يسجن عله يتوقف عن التعاطي ليخرج بعد أشهر قليلة ويعود إلى الإدمان، ظننت أنه قد تعافى لكنني أدرك خسارته يوماً بعد يوم”.