دلسوز يوسف ـ القامشلي
تزيد موجة الحر التي تشهدها المنطقة، معاناة حواس حسين من حي الموظفين بمدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، الذي لم ير المياه في منزله منذ أشهر.
ويضطر الرجل الأربعيني وهو موظف حكومي يتقاضى حوالي 200 ألف ليرة سورية (نحو 15 دولاراً أمريكياً) شهرياً، إلى شراء المياه عبر الصهاريج مما يكبده مبالغ طائلة .
ويشتكي “حسين” من أمام منزله لـنورث برس ‘‘مشكلة المياه ليست جديدة، لكن في الآونة الأخيرة ازدادت المعاناة، أصبحنا كل يومين أو ثلاثة أشتري المياه بمبالغ تزيد عن راتبي”.
ومنذ حلول الصيف، يعاني سكان القامشلي من أزمة عدم توفر المياه مع ارتفاع درجات الحرارة، لتتصدر الأحاديث اليومية للأهالي إلى جانب تردي الوضع الاقتصادي وانهيار قيمة الليرة أمام العملات الأجنبية.
‘‘لا نوم لنا’’
تتذمر مزكين محمد، تسكن في حي الكورنيش، من عدم توفر المياه ‘‘منذ عدة أشهر ونحن بلا مياه، نعتمد على الصهاريج، حيث نملئ الخزان بـ 20 ألفاً’’.
ويشتكي سكان في القامشلي من عدم قدرتهم على دفع ثمن خزان المياه نظراً لاستغلال بعض أصحاب الصهاريج للأزمة ورفع أسعارهم، كما أن الكميات التي يملؤونها عبر الصهاريج لا تكفي لقضاء حاجة العائلة الواحدة من شرب وطبخ وغسيل واستحمام، خلال يومين أو ثلاثة.
وتضيف “محمد” لنورث برس، أن “مياه الصهاريج غير نظيفة بعض بنات جيراننا قاموا بالاستحمام بهذه المياه ظهرت بثور على جسدهن وتحسس”.
وتشير “محمد”، إلى أن المياه الرئيسية تأتيهم الساعة 4 فجراً، لكن “دون جدوى، نملئ بعض العبوات وتنقطع، لا نوم لنا بسبب هذه المشكلة”.
ومنذ ساعات الصباح حتى المغيب، تُشاهد الصهاريج الجوالة الخاصة تملأ المياه في خزانات السكان، ضمن أحياء السياحي والكورنيش وحلكو وقناة السويس والموظفين.
خطة جديدة
وترجع دائرة المياه التابعة للإدارة الذاتية في القامشلي، نقص المياه إلى الاستهلاك الكبير خلال الصيف، بالإضافة إلى “ظهور أعطال ضمن محطات المياه بين الحين والآخر، ما يؤخر عمليات الضخ”.
وتدرس الدائرة خطة جديدة لتأمين المياه لجميع الأحياء لتفادي الأزمة الراهنة، بحسب ماقاله واصل أسعد، الإداري في شبكة المياه لـنورث برس.
وتغذي مدينة القامشلي ثلاث محطات للمياه أبرزها، الهلالية التي تزود المدينة بنسبة 75 % بالإضافة إلى خطي سد سفان وجقجق، وفق ‘‘أسعد’’.
وأوضح الإداري، أنهم يضخون المياه حالياً بشكل متزامن من المحطات الثلاث ليكون هناك عملية ضخ كبيرة ضمن الخطوط “لكن هذه التجارب نسبة نجاحها قليلة”.
وأشار إلى أنهم يدرسون خطة جديدة وهي “فصل شبكات المنطقة الشرقية عن الغربية”.
وأَضاف: “سابقاً عندما كان يتم الضخ للناحية الغربية كانت تذهب نسبة من المياه إلى الخطوط الشرقية هباءً، لكن سنعمل على وضع سكر جديد، لنستطيع حصر المياه ضمن المنطقة المستهدفة وتأمين المياه للسكان”.