استثناء حفر الآبار لسكان ريف الحسكة حلٌّ ينتج مشكلة مستقبلية

سامر ياسين – تل تمر

رغم علمه المسبق بالمشاكل المترتبة على الحي بشكل كامل، نتيجة السماح بحفر عدد كبير من الآبار، إلا أن وليد بدأ  وبمشاركة مع جاره، بحفر بئر سطحي أمام منزله في بلدة تل تمر، شمالي الحسكة، للاستعمالات المنزلية، وذلك بسبب الانقطاع التام لمياه محطة علوك الواردة من ريف مدينته سري كانيه/ رأس العين، والتي كانت تغذي البلدة ومدينة الحسكة بمياه الشرب.

يجهل وليد علو (34 عاماً) وهو نازح من بلدة سري كانيه/رأس العين ويقطن وعائلته في حي “تل أحمر” في بلدة تل تمر، سبب عدم وصول الصهاريج التي خصصتها البلدية إلى الحي الذي يقيم فيه، متسائلاً: “هل هو بسبب قلة الإمكانيات لديهم أو عدم استطاعتهم تقديم هذه الخدمات للسكان؟

لم يتبق سوى هذا الحل

ويضيف “علو” لنورث برس: “قمت بحفر بئر بعمق 30 متراً تحت الأرض، وكلّف مع تجهيزاته والغطاس والقميص حوالي 400 دولار أمريكي. بالنسبة لي كنازح المبلغ كبير جداً”.

وبمساعدة بعض الأقارب المغتربين في الخارج، استطاع “علو”، تأمين المبلغ المترتب عليه لحفر البئر، “لكن معظم سكان المنطقة لا يستطيعون حفر الآبار بسبب السعر الباهظ والوضع المادي المتردي، مع العلم أنهم جميعاً لا يملكون الماء”.

ويتذمر الرجل من رسوم رخصة حفر البئر التي دفعها لبلدية الشعب في تل تمر، “البلدية تقبض 200 ألف ليرة سورية لقاء كل رخصة لحفر بئر، لا أعلم ما يفعلون بهذه النقود، ولماذا لا يتم وضعها بخدمة السكان أو إيجاد مشروع بديل لمحطة علوك على مستوى تل تمر فقط؟

وكسابقه يعاني محمد علي الحسن (40 عاماً) وهو نازح من قرية “قبر كبير” في ريف تل تمر إلى البلدة، من غياب المياه، “حتى الصهاريج التي نشتري منها المياه بنقودنا بالكاد تستطيع أن تؤمنه لمنزلك، أحياناً أبقى أكثر من 10 أيام بدون ماء”.

ويقوم “الحسن” بتعبئة خزانه بقيمة من 10 إلى 12 ألف ليرة سورية  كل 3 أو 4 أيام، ومن الممكن أن يصبح الخزان الواحد ب15 ألف ليرة سورية بعد غلاء أسعار المحروقات، حسب قوله.

ويعجز “الحسن”، عن حفر بئر في منزله “لأنه مكلف جداً وأنا عامل عادي، البئر على الأقل يكلف من 400 إلى 500 دولار أمريكي”.

استثناء

والعام الماضي، أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، قراراً يمنع حفر الآبار، ولكن بسبب الوضع التي تمر به بلدة تل تمر ومدينة الحسكة من انقطاع تام للمياه من أكثر من 8 أشهر، تم استثناء تلك المناطق والسماح بترخيص حفر الآبار.

وقالت حمدية حسين مسؤولة قسم المياه في بلدية الشعب في تل تمر لنورث برس: “منذ بداية عام 2023 وحتى اليوم، منحنا 51 رخصة لحفر الآبار في بلدة تل تمر وريفها، بالإضافة إلى 60 رخصة لتعزيل وتنظيف الآبار أيضاً”.

ولكنها حذرت في الوقت ذاته من ازدياد عدد الرخص، “هناك تأثير كبير على البنية التحتية ومنسوب المياه الجوفية إذا استمر السكان بحفر الآبار، ولكن لا حلول بديلة لدينا لتأمينها لهم”.

وبخصوص الرسوم المالية التي تترتب على السكان في حال الحصول على الرخص قالت “حسين”: “الرسوم في البداية كانت رمزية ولا تتجاوز ال10 آلاف ليرة سورية، ولكن في الآونة الأخيرة صدر قرار موحّد لجميع المناطق حدد فيه رسوم الترخيص بـ200 ألف ليرة سورية، وتعزيله 100 ألف ليرة سورية”.

وتعمل بلدية تل تمر على حفر بئرين في منطقة “تل عربوش” جنوب تل تمر ووضعهما في خدمة الصهاريج الخاصة بالبلدية وصهاريج السكان، في محاولة “لتخفيف العبء عن السكان والضغط على المناهل الأخرى في ذات المنطقة”.

تقول “حسين”: “لكن لا نعلم النسبة المئوية لنجاح المشروع، إلا أننا نحاول قدر المستطاع تأمين حلول فورية لأزمة المياه في البلدة”.

تحرير: تيسير محمد