“تكفي لوجبة واحدة”.. سكان في كوباني يشتكون قلة مخصصاتهم من الخبز

فتاح عيسى – كوباني

لا تكفي عادل مخصصاته التي حددتها الإدارة الذاتية من الخبز، إذ أن رغيفين لا يكفيان رجلاً واحداً لوجبة فقط، وعادة ما يضطر لتعويض النقص بالخبز السياحي.

يقول عادل رمّي (50 عاماً) وهو من سكان مدينة كوباني، إن تخصيص ربطة خبز واحدة لكل أربعة أو ثلاثة أشخاص غير كافية لثلاث وجبات في اليوم.

ويضيف لنورث برس، أن ربطة الخبز تتضمن عادة من ثمانية إلى تسعة أرغفة، وأن الشخص البالغ يتناول رغيفي خبز في كل وجبة، وبالتالي فإن الربطة الواحدة تنفد مع وجبة الفطور لأربعة أشخاص.

ويشتكي سكان كوباني من قلة مخصصاتهم من مادة الخبز في ظل توفر كميات قمح جيدة بعد حصاد الموسم الزراعي في العام الحالي، ووصل إنتاج القمح في إقليم الفرات إلى أكثر من 125 ألف طن خلال الموسم الزراعي الحالي، بحسب آخر تصريح لشركة تطوير المجتمع الزراعي في إقليم الفرات لنورث برس.

يقول “رمي”: إن “أربعة أشخاص بحاجة إلى ربطة ثانية لوجبة الغداء وربطة ثالثة لوجبة العشاء”، حيث أن مخصصات عائلته من الخبز تكفيهم لوجبة واحدة في اليوم.

وضاحكاً يضيف، أنه في حال جاءهم ضيف، يضطرون للطلب منه جلب مادة الخبز معه، رغم أن طبيعة المنطقة العشائرية تفرض عليهم استقبال الضيوف وخاصة ممن يأتون من القرى إلى المدينة لقضاء حاجاتهم.

يوم الجمعة مشكلة

يشير “رمي” إلى أن المشكلة الأخرى هي في عدم تخصيص مادة الخبز للسكان في يوم الجمعة، متسائلاً، ماذا نأكل يوم الجمعة؟

ويضطر سكان في كوباني للوقوف في طابور كل يوم جمعة للحصول على الخبز “الديار بكرلي”، وهو خبز يتم إنتاجه محلياً في الأفران الخاصة بسعر ألفي ليرة للرغيف، أو اللجوء للخبز السياحي وهو مرتفع الثمن، على حد قوله.

يرى الرجل أن المشكلة الأكبر عند الطبقة الفقيرة، حيث أن ميسوري الحال يستطيعون تعويض نقص المخصصات بشراء الخبز السياحي مثلاً، لكن الفقراء لا يستطيعون تحمل تكاليف شراء الخبز السياحي بشكل دائم.

ويطالب أن تكون مخصصات كل شخصين ربطة على الأقل يومياً، كي تكفيهم، وأن يكون هناك مخصصات ليوم الجمعة، توزع يوم الخميس.

مخصصات تكفي لوجبتين

بدورها تقول زينب عكلة (49 عاماً)، وهي من سكان كوباني، إن مخصصات عائلتها المؤلفة من ستة أشخاص هي ربطتي خبز يومياً، وتكفيهم لوجبتي الفطور والغداء، أما لوجبة العشاء فلا يبقى لديهم خبز وينتظرون لليوم التالي.

وكحال سابقها، تشكو من عدم وجود مخصصات إضافية ليوم الجمعة يتم توزيعها في يوم الخميس، وبالتالي يبقون بدون خبز خلال يوم الجمعة.

وتضطر لشراء الخبز السياحي المرتفع الثمن، حيث تُباع “الربطة” منه، والتي تزن نحو 600 غرام بـ 3500 ليرة سورية في مدينة كوباني.

وتقول “عكلة” لنورث برس، إن الأوضاع الاقتصادية صعبة لأغلبية السكان، وأن الشيء الرخيص المتبقي هو مادة الخبز، ولكن لا يحصلون على كفايتهم من هذه المادة، وبالتالي يبقى بعضهم جائعاً من فترة الغداء إلى اليوم التالي.

مطالب بالزيادة

تطالب “عكلة” بأن تكون مخصصات كل شخصين ربطة واحدة، فإن ربطة واحدة لكل ثلاثة أشخاص لا تكفي، وخاصة في فصل الصيف حيث أن ساعات النهار طويلة.

في الوقت ذاته، يقرّ عبد الرزاق محمد، وهو الرئيس المشارك للمديرية العامة للأفران في كوباني، بوجود قلة في مخصصات مادة الخبز بشكل عام، ويقول لنورث برس، إنهم يعملون لتدارك النقص، وحل مشكلة عدم وجود مخصصات ليوم الجمعة.

ويضيف “محمد” أنهم يناقشون إدارتهم والجهات المسؤولة من أجل إعادة المخصصات ليوم الجمعة، وإيجاد حل لمشكلة قلة مخصصات الخبز للسكان بشكل عام.

وفي كوباني 20 فرناً، منها فرنين تابعين للإدارة الذاتية والبقية أفران خاصة، حيث يتم توزيع 105 أطنان من الطحين على هذه الأفران يومياً، والتي تنتج نحو 12 ألف ربطة خبز يومياً.

يشير “محمد” أن قلة المخصصات ليست مشكلة اليوم وأمس، بل هي مشكلة ممتدة من العام الفائت، وأن سبب المشكلة هو الإنتاج الضعيف خلال المواسم الزراعية الفائتة.

ويضيف أن جميع السكان يعلمون أن إنتاج المواسم الفائتة لم يكن جيداً، ولكن إنتاج موسم العام الحالي مختلف بشكل كبير.

ففي الأعوام الفائتة كان إنتاج المنطقة يصل إلى 30 ألف طن من القمح، بينما إنتاج العام الحالي وصل إلى 130 ألف طن، وهو ما دفعهم للعمل على إيجاد حل بشكل قريب لمشكلة قلة مخصصات الخبز، على حد قوله.

يقول “محمد”، إنه في العام الفائت وبسبب قلة الإنتاج حاولوا ضبط كميات الخبز كي يفي إنتاج القمح في المنطقة بحاجة السكان من مادة الخبز، وصولاً لبداية الموسم الزراعي الحالي.

ويضيف أنهم وصلوا إلى بداية الموسم الزراعي دون أن يضطروا لإدخال طحين الذرة في إنتاج الخبز، عبر ضبط الكميات، وبالتالي كان قرار إيقاف مخصصات يوم الجمعة الصادر عن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وليس في كوباني فقط، وسيلة لضبط الكميات، طبقاً لقوله.

وفيما يخص معايير توزيع مادة الخبز، يوضح “محمد” أنه يتم تخصيص ربطة خبز لكل ثلاثة أشخاص بحسب عدد الأفراد المسجلين في دفاتر العائلة، بينما قبل عامين كانت الربطة مخصصة لأربعة أشخاص بسبب ضعف إنتاج الموسم الزراعي.

مقترحات

ومن أجل إيجاد حل للمشكلتين، الأولى شكاوى السكان بأن ربطة واحدة لا تكفي ثلاثة أشخاص، والثانية إعادة مخصصات يوم الجمعة، تناقش إدارة الأفران، الموضوع مع الإدارة والجهات المسؤولة، لإيجاد حلل بأقرب وقت.

وتكلف ربطة الخبز الإدارة الذاتية أكثر من خمسة آلاف ليرة بحسب “محمد”، ويتم بيعها بأربعمئة ليرة فقط.

ويقول “محمد” إنهم اقترحوا على الإدارة تخصيص ربطة خبز واحدة لكل شخصين، وقدموا مقترحين لحل مشكلة مخصصات يوم الجمعة وهما؛ إما إعادة تخصيص كميات من الخبز بنسبة خمسين في المئة ليوم الجمعة، أي توزيع الخبز بما يكفي ليوم ونصف في يوم الخميس، أو أن يتم تخصيص الخبز ليوم الجمعة كأي يوم عادي.

ووعد الرئيس المشارك للمديرية العامة للأفران في كوباني، أن حل مشكلة قلة المخصصات سيكون بوقت قريب جداً.

تحرير: أحمد عثمان