العنف الأسري في دمشق.. نساء في مهب الضرب

هاني شهاب ـ دمشق

“إذا سمعت صوتك، سأضربك مرة أخرى.” “أنتِ تختارين الطريقة التي تريدين أن تضربي بها، بعصا أو بخرطوم.” بهذه الكلمات تتذكر أمينة، ضحية العنف الأسري، الوقت الذي كانت تعيش فيه مع أسرتها قبل زواجها، فعندما كانت طفلة، كان والدها يضربها بسبب الدرجات التي فشلت فيها في المدرسة.

تقول أمينة، (30 عاماً) لنورث برس: ​​”على الرغم من أن يدي كانت متألمة ومتورمة وأن أصابعي مكسورة، كان والدي يجبرني على إمساك القلم ومواصلة الدراسة”، وفي النهاية، كان الزواج طريقها للخروج من العنف المنزلي.

لكن أمنية، تعيش اليوم مع المعتدي في نفس المنزل، كان عليها أن تجد طرقًا لتجنب العنف. تقول: “أعمل باليوم أكثر من 14 ساعة دون يوم إجازة، لست في المنزل معظم اليوم، وهذا هو طريقي لتجنب سوء المعاملة. أختي ممنوعة من العمل لأنها لا تزال في المدرسة الثانوية”.

أوضحت أمنية أن أختها ليس لديها حل للهروب من العنف الأسري عليها البقاء في المنزل معظم اليوم، مما يجعل العنف تجاهها أقوى ويتخذ أشكالًا مختلفة، بما في ذلك التهديد والإيذاء اللفظي والجسدي.

قانون ولكن

يعتبر العرف الاجتماعي في سوريا أقوى من القانون فيما يتعلق بقضايا العنف الأسري وجرائم قتل النساء وجنايات ضربهن، فيما يعمل النشطاء النسويون على تحقيق أولويات المرأة والسلام والأمن بموجب قرار مجلس الأمن 1325.

وعلى الرغم من هذه الجهود، إلا أن المنظمات تعاني من عدم القدرة على الرصد والاستجابة بسبب الأمور المحلية وأهمية العرف الاجتماعي.

وفي ظل عدم وجود لجان حقوقية قادرة على الاستجابة السريعة وحماية النساء، فإنهن يلجأن إلى القضاء لحماية أنفسهن في حال تعرضن للتهديد، لكن يمكن أن تتعرض النساء للضغوط من قبل أفراد عائلاتهن أو محيطهن الاجتماعي.

العزلة

ضحايا العنف المنزلي في كثير من الأحيان معزولين عن الأصدقاء ودائرة العائلة وأي مصادر دعم.
ياسمين، إحدى ضحايا العنف الأسري، تصف تجربتها مع العنف المنزلي بأنها “أسلوب حياة”.

قالت لنورث برس، إنها لم تكن مجرد حادثة واحدة واجهتها، لكنها تحدث بشكل منتظم.

يحدث العنف المنزلي عندما يمارس أحد أفراد الأسرة الإساءة الجسدية أو العاطفية أو الجنسية أو الاقتصادية أو النفسية أو تهديدات ضد شخص آخر.

يمكن أن يؤثر العنف المنزلي على كلا الجنسين والأفراد من جميع الطبقات الاجتماعية والخلفيات. ومع ذلك، فإن النساء يعانين منه أكثر من الرجال. فالضحايا هم في المقام الأول زوجات وبنات، ولكن قد يشملون أيضًا أفراد الأسرة الممتدة والأقارب، وعادة ما يكونون من نفس المنزل الذي ينتمي إليه الجاني.

إحصاءات وأرقام

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)  تحتل منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ​​المرتبة الثانية على مستوى العالم من حيث حالات العنف المنزلي ضد المرأة، حيث تصل إلى 37 في المائة من إجمالي الحالات العالمية.

بالمقابل كشف “رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي” بسوريا، الدكتور زاهر حجو، عن تسجيل 872 حالة عنف ضد المرأة السورية خلال النصف الأول من 2022، وأن عدد المعاينات المسجلة في الطب الشرعي بلغت 1741 خلال النصف الأول من العام، ليكون عدد المعنفات 872 امرأة منهن 183 من العاصمة دمشق.

تحرير: تيسير محمد