اللاجئون السوريون في أربيل.. فرص عمل قليلة وأجور متدنية

سهى كامل ـ أربيل

يقصد شبان سوريون لاجئون في أربيل، كل يوم، ورشة محمد للخياطة، بحثاً عن فرصة عمل.

ويعمل محمد السوري، خياطاً في مدينة أربيل بإقليم كردستان العراق، منذ 12 عاماً، ويشير إلى أن فرص العمل قليلة جداً، خاصة أن عدد السوريين ازداد خلال السنوات الماضية.

ويزداد عدد السوريين في أربيل، نتيجة التسهيلات التي تُمنح للعمالة السورية، ما جعل الكثير منهم يتخذ قرار السفر، هرباً من الوضع الاقتصادي المتدهور في سورياً، وأملاً بتحسين أوضاعهم وإعالة أسرهم.

ويضيف “السوري” لنورث برس: “نتيجة لكثرة اللاجئين بات الشاب السوري يصطدم بواقع سوق العمل، وتدني المرتبات، فيقبل بمرتب يكفي فقط لمعيشته اليومية”.

وينقل “السوري”، عن الشباب اللاجئين الباحثين عن فرصة عمل قولهم: “نعمل بأكلنا ومنامتنا”، ويضيف: “إنه وضع صعب جداً، لذلك على كل شاب دراسة خطة السفر، وهل لديه خبرات ومؤهلات يطلبها سوق العمل في أربيل أو لا؟

ولا يطابق واقع العمل في أربيل، الصورة الوردية التي ترسمها منشورات طلب العمالة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما وضع الكثير منهم تحت وطأة البحث عن فرصة عمل بعد وصوله إلى أربيل، والقبول بمرتبات متدنية يفرضها صاحب العمل عليهم.

ويعمل اللاجئون السوريون، في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، في مختلف الوظائف والخدمات، خاصة في قطاع المطاعم والمقاهي، في ظل ظروف عمل قاسية ورواتب متدنية.

وتنقسم العمالة السورية في أربيل إلى ثلاثة أقسام، الأول الشابات والشبان العاملين في الشركات، وتبلغ مرتباتهم نحو 700 دولار أمريكي، والثاني الشبان العاملين في قطاع الخدمات والمطاعم، لا تتجاوز مرتباتهم 400 دولار أمريكي شهرياً، أما الثالث فهو فئة العاملين في البناء، هؤلاء لا يتقاضون مرتبات شهرية بل يومية تتراوح ما بين 5 إلى 10 دولارات يومياً.

ويكاد لا يخلو مطعم أو مقهى في أربيل، من عامل سوري، معظمهم تتراوح مرتباتهم مابين 300 إلى 400 دولار أمريكي، ما يجعلهم تحت وطأة تأمين الإيجار الشهري والمصروف اليومي إضافة إلى تجديد الإقامة السنوية التي يبلع سعرها 650 دولار أمريكي.

يقول عابد عيس، وهو شاب سوري يعمل محاسب في أحد مطاعم أربيل، إن وضع العامل السوري في أربيل “محزن جداً”، مرتبه لا يكفيه لنهاية الشهر، خاصة الذين يعملون في قطاع الخدمات وتوصيل الطلبات.

ويضيف لنورث برس: “أما الذين يعملون في الشركات فوضعهم أفضل بقليل، لكن يجب عليهم تجميع ثمن الإقامة السنوية من مرتباتهم أيضاً”.

يرى “عيس” أن الشاب السوري الذي قرر السفر، “لم يفكر بالقدوم لتأمين الطعام والشراب فقط، بل لبناء مستقبل، لكنه يصدم عندما يصل أن القطاع الأكثر استقبالاً للسوريين هو قطاع الخدمات، برواتب متدنية وساعات عمل طويلة، تجعله عاجزاً عن التفكير بخطة أفضل للمستقبل”.

ومنذ بداية الحرب في سوريا عام 2011، لجأت العديد من العائلات السورية إلى مدينة أربيل، ومع تدهور الوضع الاقتصادي ازدادت أعداد هذه العائلات، فبحسب شركات الطيران السورية، ارتفع معدل الرحلات خلال السنوات الماضية من رحلتين أسبوعياً إلى رحلة كل يوم، تقلع من دمشق لتهبط في مطار أربيل حاملة 200 راكب.

ولا يوجد إحصائية رسمية لعدد اللاجئين السوريين في مدينة أربيل، لكن معظمهم يعانون صعوبة الحياة، واستغلال أرباب العمل الذين يعلمون أن السوري سيقبل بمرتب متدني لأنه مجبر على العمل لتأمين معيشته ودفع ثمن إقامته.

وينتظر عماد عبد القادر، تحت أشعة الشمس من الصباح الباكر حتى المساء، علّه يحظى بفرصة لنقل أغراض منزل أو تصليح شارع أو حفر أو بناء، “فقط لتأمين خبز أولادنا، لكن مع ازدياد عدد العمال، أضحى صاحب العمل يفرض شروطه علينا، فنقبل ببعض الدنانير، لأننا لا نملك خياراً آخر”.

تحرير: تيسير محمد