سكان في القامشلي يتذمرون من تحكم أصحاب المولدات بالكهرباء

نالين علي ـ القامشلي

منذ أربعة أيام، تشتكي رندة من آلم شديد في معدتها, نتيجة تناولها طعاماً في الجو الحر, كان قد فسد بسبب انقطاع الكهرباء النظامية وعدم التزام أصحاب مولدات الأمبيرات في ساعات الوصل، بالحي الذي تسكن فيه.

تقول رندة إسماعيل (30 عاماً) من سكان حي علايا بمدينة القامشلي شمال شرقي سوريا, لنورث برس: “أصبت بالتسمم أنا وأطفالي، بعد أن تناولنا طعاماً كنت وضعته في البراد أمس، دون أن نشعر أنه فسد بسبب حرارة الجو وعدم وصل الكهرباء”.

وعلى “إسماعيل” وأطفالها، مراجعة طبيب مختص للكشف عن حالتهم الصحية، “لكن علينا دفع تكاليف أخرى للعلاج، ووضعنا لا يسمح بذلك”.

وباتت الوسيلة الأخيرة أمام “إسماعيل”، التقليل من كمية الطعام، حتى لا تضطر لرمي الباقي منه أو وضعه في براد لا تصلح الكهرباء الغائبة أصلاً.

وتشتكي السيدة من وضع مولدات الاشتراك بالحي, وتقول لنورث برس: “نعاني جداً بسبب أعطال المولدة بشكل دائم, وخصوصاً أننا في فصل الصيف ونحتاج للكهرباء بشكل أكثر”.

وتضيف بلهجتها المحلية: “المولدة تشتغل عشرة أيام, وتعطل فوق العشرة أيام”.

ورغم الأعطال المتكررة في مولدة الأمبيرات، يطالب صاحب المولدة سكان الحي بدفع قيمة الاشتراك في نهاية كل شهر، بالإضافة لطلب مبلغ محدد من كل منزل لصيانتها، ما يزيد من الأعباء الاقتصادية على السكان، بحسب “إسماعيل”.

والأمر ليس أفضل بالنسبة لـ محمد شريف شاكر (72 عاماً) وهو من سكان حي الآشورية بالقامشلي, إذ يتذمر الرجل من عدم تعويضهم ساعات قطع الأمبيرات عندما يتم فصلها بوجود الكهرباء النظامية.

كما أن صاحب المولدة خفض من ساعات الوصل، “قبل كان عدد ساعات تشغيل مولدة الاشتراك في اليوم 9 ساعات وسعر الأمبير الواحد 8 آلاف ليرة سورية, لكن الآن أصبح عدد الساعات 8, وسعر الأمبير 9 آلاف”، يقول “شاكر”، لنورث برس.

وأكثر ما يثير انزعاج الرجل هو أنه لا أحد يستطيع أن يعارض أو يشتكي من هذا الوضع، “في حال عارضنا، سيقوم صاحب المولدة بإزالتها وبالتالي علينا أن نبقى بلا كهرباء”.

ويقول: “لا أحد يقوم بعمل شيء لنا, بالرغم من أننا راجعنا البلدية لأكثر من مرة للمطالبة بإيجاد حل لسكان الحي, لكن دون رد منهم”.

وتقضي خالصة عبد الحميد (46 عاماً) من سكان حي قناة سويس, معظم  وقتها بالجلوس مع أطفالها أمام باب منزلها, بانتظار الكهرباء النظامية, أو إصلاح مولدة الاشتراك “التي تكون معطلة في أغلب الأوقات”، بحسب قولها.

وتضيف لنورث برس: “الحرارة مرتفعة جداً, لا نحتمل الجلوس داخل المنزل, نجلس تحت ظلال الأشجار أو الجدران, لا نعرف كيف سيمضي هذا الصيف علينا والمولدة معطلة معظم الأيام”.

ولا تستطيع “عبدالحميد”، شراء مولدة خاصة بها, “لا أتحمل تكاليفها، أدفع 300 ألف ليرة سورية إيجار البيت, 32 ألف حق  4 أمبيرات, عدا عن مصاريف أخرى ومستلزمات المنزل”.

تحرير: تيسير محمد