مزارعون ينتظرون عوائد غرامات “الذهب الأحمر” بعد خيبات أطنان الزراعة

ليلى الغريب ـ طرطوس

بدأت زراعة الزعفران أو كما يسمونه “الذهب الأحمر” ، أولى خطواتها في سوريا، ويجري العمل على تشجيع هذا النوع من الزراعات، لأن المناخ مناسب له حسب رأي المختصين، ومردوده عالي، ويحقق جدوى اقتصادي لمنتجيه بالاستغناء عن الزراعات التقليدية.

ورغم التشجيع من قبل المختصين على هذا النوع من الزراعة منذ عقود، إلا أنه لم يبدأ بتنفيذه حتى عام 2018 في محافظة طرطوس، من خلال زراعة 200 كرومة عن طريق أطروحة لرسالة دكتوراه  لطالبة في الهندسة الزراعية، حسب تصريحها لأحد وسائل الإعلام المحلية.

وبينت صاحبة الأطروحة في تصريحاتها أن 200 كرومة أصبحت 750 في العام التالي نتيجة الاكثار، ثم انتشرت زراعته في أغلب المحافظات السورية، كحمص والرقة وريف دمشق والسويداء ثم درعا وطرطوس.

خطط للتسويق

وأشارت وزارة الزراعة إلى أن الإنتاج وصل إلى 5 كيلو غرام، سعر الغرام منه 150 ألف ليرة، ورغم تأكيد المركز العربي للدراسات والمناطق الجافة “أكساد”، أن هنالك إنتاج وصل إلى الأسواق الخارجية، إلا أن وزارة الزراعة ما زالت تدرس خطط تسويق هذا المنتج.

مختصين للمتابعة

وقال مهندس زراعي في وحدة إرشادية بطرطوس لنورث برس، إن زراعة الزعفران توسعت في الساحل السوري بعد تقديم الدعم وتوزيع الكورمات المجانية على الفلاحين، ومساعدتهم من قبل مختصين في متابعة المحصول، ومن عدة جهات وهي أكساد واتحاد الفلاحين والأمانة السورية.

عوائد مجزية

ويرى المختصون بالزراعة أن عوائد هذا المشروع جيدة، لأن سعر الكورمة يتراوح بين 2-3 الاف ليرة، وأنه تم تخفيض الأسعار للتشجيع على زراعته وتحدد سعر الكورمة الكبيرة الجاهزة للإزهار من السنة الأولى 3 ألاف ليرة، والمتوسطة بنحو 1800 ليرة في طرطوس، بينما سعر الغرام 150 ألف ليرة، ولا يحتاج إلى سماد كما الزراعات التقليدية.

وأن سعر غرام الزعفران للأسواق التصديرية أعلى بكثير، ولكن ما زال الإنتاج السوري يحتاج إلى أسواق تصديرية، وهذا ما تعمل عليه وزارة الزراعة، بالتنسيق مع “أكساد”، من خلال إصدار خطة تسويقية واضحة.

ضمن الخطة

وأكد وزير الزراعة حسان قطنا في أحد الاجتماعات العامة لمناقشة تسويق الزعفران، إن الوزارة ستعتمد خطة متوازنة للموسم القادم لكل المحاصيل، وأنه سيتم التركيز على المحاصيل البقولية، والنباتات الطبية والعطرية، والتي يعد الزعفران جزءاً منها.

وقال “قطنا” إنه يمكن زراعة هذه المحاصيل في الأراضي الهامشية أو المهملة، أو الحيازات الصغيرة.

دعم كبير

وكان المركز العربي “أكساد”  أعلن عن الاستعداد  للمساعدة في تطوير هذه الزراعة في سوريا، وذلك من خلال توفير الكورمات للزراعة، وذكر المدير العام للمركز نصر الدين العبيد في الورشة التي عقدت في سوريا مؤخراً لبحث موضوع تسويق الزعفران.

أنه تم تقديم عشرات الألاف من الكورمات في عدة محافظات منها طرطوس وريف دمشق وحمص، وأعلن المركز عن جاهزيته لتبادل المعلومات، وإنشاء تجمع لخبراء الزعفران، أو تنفيذ مشروعات تنموية في المناطق الفقيرة.

الحصة الأولى

تأتي إيران في المرتبة الأولى عالمياً بإنتاج الزعفران الذي يعد من اغلى التوابل في العالم والاكثر طلباً، حيث يصل إنتاجها السنوي إلى نحو 250 طناً سنوياً، وتليها اليونان التي وصل إنتاجها إلى نحو 6 أطنان، فيما يبلغ إنتاج أفغانستان 3 أطنان، والمغرب والهند طنين لكل منهما.

وتبدأ سوريا إنتاجها بخمسة كيلوات من الزعفران على أمل الوصول إلى الأطنان من الإنتاج الذي يعول عليه في إنقاذ الأسر التي عانت طويلاً من سوء المردود في العمل الزراعي.

تحرير: تيسير محمد