كيف تتغلغل إيران في دير الزور؟.. رجال الدين وشخصيات مؤثرة (2)

زانا العلي ـ الرقة

يمثل رجال الدين وشخصيات مؤثرة، وخاصة المتشيعين، أحد أهم أذرع إيران الناعمة والمساهمة في تشييع أبناء دير الزور، لزيادة تغلغل إيران في شرقي سوريا.

منذ عام 2017، دخلت إيران إلى الضفة الغربية من نهر الفرات في دير الزور، لمساندة القوات الحكومية في قتال تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، حيث تسيطر على كافة المناطق الممتدة من مدينة دير الزور وصولاً لبلدة البوكمال الحدودية مع العراق، إضافة إلى سبع بلدات شرق نهر الفرات.

وحصلت نورث برس على تفاصيل متعلقة بشخصيات دينية ومؤثرة في المجتمع استقطبتها إيران للتغلغل في المنطقة.

“شخصيات المؤثرة”

في بلدة حطلة شرقي دير الزور (غربي نهر الفرات) يعمل “ياسين المعيوف” كمسؤول عن مسجد تابع للشيعة، بعد أن أصبح “حسينية”، إضافة إلى مستوصف، ومركز ثقافي مرتبط بالمركز الرئيسي الموجود في حي القصور، وسط مدينة دير الزور.

يعتبر “المعيوف” من الأشخاص الأوائل الذين انخرطوا بالمذهب الشيعي، لتكون له حصانة مرموقة في صناع القرار الكبار في إيران، وفقاً لمصادر اشترطت عدم ذكر اسمها. الغاية من التعامل مع “المعيوف” هي طمس الهوية السنية وانحلال المجتمع. يساعده في عمله “حسين الرجا”.

بينما سامر الصوفان ينحدر من مدينة هرابش في الضواحي الشرقية من دير الزور، يعتبر أحد شيوخ الدين النشطين، كان على علاقة جيدة بالمدعو محمد حسين الرجا وحسين المعيوف انضم إلى فصيل “نافذ أسد الله” ومن ثم إلى تشكيل كتيبة حماية لمركز البحوث الزراعية (مكان سيطر عليه الإيرانيون) في حي هرابش تحت اسم “قوات الهادي”.

“أحمد الطعمة” من بلدة الشميطية من أبرز رجال الدين في تلك المنطقة حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية من جامعة كراتشي الباكستانية.

الشيخ “حسين الحاضر” من بلدة خشام، يعتبر من ناشري المذهب الشيعي في مناطق خشام والبصيرة وجديد عبيدات.

إضافة لشخصيات أخرى مثل مختار النقشبندي مدير أوقاف دير الزور، محمود حمور، رئيس لجنة خطباء وأئمة دير الزور، ونبيه المفتي، شيخ متنقل في مناطق ريف دير الزور.

المتشيعون

وضمن مشروعها لنشر المذهب الشيعي، بدأت إيران تستقطب رجالات الدين ورموز العشائر وتغريهم مادياً لحث السكان على التشيّع، إضافة لبناء الحسينيات، وإدراج مناهج دراسية ذات طابع شيعي بين مناهج الطلاب، وبذلك تعمل على استقطاب عقول الأطفال لبناء جيل متشيّع.

يعتبر نواف راغب البشير شيخ عشيرة البكارة، وفرحان محمد حمد المرسومي شيخ عشيرة المراسمة، من المتشيعين الذين لهم دور كبير في تشيع المنطقة كونهم شيوخ عشائر كبيرة في المنطقة، إضافة إلى أن نسب تلك العشائر يعود إلى “أهل البيت”.

تحاول الفصائل إيجاد مواقع لها في المنطقة القبلية مثل المراكز الثقافية والمستشفيات والمدارس، مستغلة فترة طرد “داعش” من تلك المنطقة، لتقوم بمد نفوذها ونشر فكر التشيع من خلال مراكز ثقافية.

كان لمنظمة “جهاد البناء الإيرانية” دور أساسي، وأنشأ فرعها السوري عام 2018، بدأت بالتغلغل عبر المساعدات الإنسانية بحجة فك الحصار عن دير الزور ومن ثم افتتاح مراكز طبية مجانية وتجهيز بعض الحدائق وإنشاء 4 مراكز اثنان منها في البوكمال ومركز في الميادين وآخر في قرية بقرص شرقي دير الزور.

إلى جانب المنظمة السابقة، عملت منظمة “بصمة شباب” و”جمعية النهضة النسائية” التي ساهمت بدعم جمعية جهاد البناء بمختلف أنشطتها.

ووفقاً لمصادر، هناك مراكز ثقافية تساهم في تشييع أبناء المنطقة، وهي مراكز في (حطلة -الميادين – البوكمال – محكان مؤكد)، أنشأت بداية 2018.

وافتتحت بعد المراكز الثقافية “حسينيات إيرانية” ومنها 5 حسينيات في حطلة (قاسم سليماني – الإمام الباقر – أبو فضل العباس – الإمام الحسين – الإمام الصادق)، وحسينية في بلدة السكرية بريف البوكمال تعرف باسم “آل البيت”، وفي مدينة الميادين، “حسينية قاسم سليماني”.

وافتتحت مزارات شيعية، أهمها “النبع المقدس”، أو المتعارف عليه “نبع عين علي” في بادية القورية، ومزار قبة علي في ريف مدينة البوكمال، إضافة إلى عدد من القبور والأضرحة كـ”مقبرة الأنصار” في منطقة الجبل المطل على مدينة دير الزور.