بعد تراجع مياه الري.. مزارعون في الرقة يحفرون الآبار
فرات الرحيل – الرقة
بدأ محمد الحسن (47 عاماً) وهو مزارع من سكان بلدة الكرامة شرقي الرقة، بحفر بئر سطحي في أرضه الزراعية.
ما دفعه لذلك هو استعداده لموسم الزراعة الصيفي بعد انخفاض منسوب نهر الفرات وخوفه من انقطاعها ورغبته بسقاية أرضه بشكل منتظم كونه سيدفع مبالغ طائلة في حال الجفاف.
وتبلغ مساحة أرض “الحسن”، الزراعية 12 دونماً، واستعان بمحركات الديزل لحفر البئر.
ويعتمد غالبية المزارعين على مياه الآبار كحل بديل عن قنوات الري، وخاصة بعد انخفاض منسوب نهر الفرات الذي أثر عليهم وبشكل سلبي.
ومنذ شباط/ فبراير 2020 وإلى الآن، تستمر تركيا بحبس مياه نهر الفرات، مما أدى لانخفاض كبير في منسوبه.
ويتخوف مزارعين في ريف الرقة شمالي سوريا، من انقطاع مياه الري، نتيجة الانخفاض الكبير في منسوب نهر الفرات، وسط تحذيرات من المسؤولين بضرورة تقيد المزارعين بالخطة الزراعية وتخفيضها نتيجة قلة المياه.
وفي الـ 15 من حزيران/ يونيو الماضي، أصدرت لجنة الزراعة والري تعميماً ينص على ضرورة التقيّد بالمساحة المسموح بها للزراعة وتقليل مساحة الموسم التكثيفي بنسبة 10 بالمئة ليصبح المجموع 33 بالمئة من المساحة الإجمالية المروية الكلية.
وأدت قلة مياه الري هذا العام لخلافات بين مزارعين بريف الرقة، إذ تسببت مشاجرة في بلدة الكرامة إثر خلاف على “عدان” الري، بإصابة 6 أشخاص.
وكما حال سابقه دفع حيدر الشاهر (43 عاماً) مزارع من قرية البيدر التابعة لبلدة الكرامة شرقي الرقة، مئات الدولارات لحفر بئر سطحي لسقاية أرضه.
ويكلف حفر البئر ما يقارب 10 دولارات للمتر الواحد بالإضافة إلى 150 دولاراً أجرة العمّال، كما يحتاج للحديد والباطون لصب قوالب البئر، وتصل عملية حفر بئر ما إلى نحو ألف دولار أميركي.
وتترافق تكلفة البئر الارتوازي مع عمقه، والذي يختلف بين منطقة وأخرى، فالمناطق القريبة من نهر الفرات يبلغ عمقه من 8 إلى 12 متراً، فيما تصل إلى 100 متر كلما ابتعدت المنطقة عن ضفة النهر.
وبسبب بعد أرضه عن النهر، أجبر عمار العيسى (33 عاماً) من سكان قرية العرجان شمالي بلدة الكرامة، على دفع تكاليف أكبر مقابل حفر بئر في أرضه.
وفي تصريح سابق لنورث برس، قال محمد العلي، الرئيس المشترك لمكتب الري في لجنة الزراعة والري بالرقة: “نوصي المزارعين بالتقيّد بمضمون التعميم الصادر في ظل الانخفاض الكبير في منسوب الفرات”.
أضاف العلي ’’أن هذه المساحة التي تقدّر بـ 33 ألف هكتار تحتاج إلى كمية من الماء بحدود 35 متر مكعب بالثانية فإذا التزمنا بهذه المساحة فهي كافية”.
وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية المروية في الرقة 100 ألف هكتار، يروى معظمها من قنوات الري ومحطات الضخ البالغ عددها 25 محطة.
وتقدر كمية المياه التي تُستجر من السد لري الأراضي الزراعية وتزويد محطات الشرب، بحوالي 55 متر مكعب في الثانية، بحسب المسؤول.
وأشار ’’العلي’’ إلى ضرورة التزام اتحاد الفلاحين بالخطة الزراعية، وتنظيم وتوزيع المياه بشكل عادل بين المزارعين، وضبط التجاوزات.