القامشلي- نورث برس
تحدث مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية(البنتاغون)، عما وصفه بتزايد “العدوان” الروسي وتنامي علاقاتها (روسيا) مع إيران في سوريا، مبيناً إن واشنطن تدرس خيارات الرد على ذلك.
وقال المسؤول الأميركي للصحفيين، وفقما نقلت عنه وسائل إعلام، إن الولايات المتحدة تدرس عدداً من الخيارات العسكرية لمواجهة “العدوان الروسي المتزايد” في سماء سوريا، الأمر الذي أدى إلى تعقيد الجهود لضرب قيادي في “داعش” الأسبوع الماضي.
ورفض المسؤول الإفصاح عن خيارات الرد بالتفصيل، لكنه قال إن الولايات المتحدة “لن تتنازل عن أي منطقة وستواصل الطيران في الجزء الغربي من البلاد في مهام ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، بحسب ما ذكرته وكالة اسوشيتد برس.
وأوضح المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه، أن النشاط العسكري الروسي، الذي تصاعدت وتيرته وعدوانه منذ آذار/مارس، ينبع من تنامي التعاون والتنسيق بين موسكو وطهران والحكومة السورية لمحاولة الضغط على الولايات المتحدة لمغادرة سوريا.
وتحتفظ واشنطن بما لا يقل عن 900 جندي أميركي في سوريا، مع غطاء جوي داخل وخارج البلاد للقيام بمهام تستهدف قيادات “داعش” وعناصره بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية.
ويتزايد نشاط روسيا ضد القوات الأمريكية في سوريا، وكذلك طبيعتها “غير المهنية”، مما يجعل الزيادة الأخيرة “مختلفة نوعياً” عما كانت عليه في الماضي، كما يقول المسؤول الدفاعي الكبير.
وصباح أمس الجمعة، قامت روسيا بمهمة استخباراتية فوق حامية عسكرية أمريكية في سوريا وأجرت اعتراضاً “غير محترف” لطائرة أمريكية من طرازMQ-9، وفقًا للمسؤول نفسه.
ويأتي هذا النشاط بعد أسبوع فقط من اتهام البنتاغون للطائرات الروسية بمضايقة الطائرات المسيرة MQ-9 لمدة ثلاثة أيام متتالية بينما كانت الطائرات المسيرة تقوم بمهام لمكافحة “داعش”.
وبشكل متكرر وشبه يومي، تقول روسيا عبر مركزها في حميميم شمال غربي البلاد، إن الولايات المتحدة تقوم بخروقات جوية متكررة منتهكة بروتوكولات منع التصادم.
ويقابل الادعاء الروسي، اتهاماً من الولايات المتحدة التي تركز مع قوات سوريا الديمقراطية على ضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم “داعش”، على تعرض جهودها لمضايقات وانتهاكات من قبل مقاتلات روسية، آخرها كانت “خطيرة” حين استهدفت طائرة مسيرة كانت في عملية لضرب قيادي بالتنظيم.
والأسبوع الفائت، قالت القيادة المركزية الأميركية إن الطائرة المسيرة التي قتلت “أسامة المهاجر” القيادي في تنظيم “داعش” في 7 تموز/ يوليو الجاري، هي نفسها التي تعرضت لمضايقات مقاتلات روسية.
وحدث مثل هذا التصادم في آذار/مارس فوق البحر الأسود في خضم الحرب الروسية ضد أوكرانيا، حين سكبت طائرة حربية روسية وقود الطائرات على طائرة استطلاع أمريكية من طراز MQ-9 Reaper بدون طيار ثم ضربت مروحتها، ما أدى إلى وقوعها في البحر الأسود.
وأدى الحادث إلى تفاقم التوترات بين البلدين وأثار مكالمة بين قادة دفاعهما، لكنه لم يؤد إلى رد عسكري مباشر.
وفي سوريا، قال المسؤول الدفاعي الكبير، إن “روسيا مدينة بالفضل لإيران لدعمها في الحرب في أوكرانيا، وأن طهران تريد خروج الولايات المتحدة من سوريا حتى تتمكن بسهولة أكبر من نقل المساعدات الفتاكة إلى حزب الله اللبناني وتهديد إسرائيل.”
وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة شهدت مزيداً من التعاون والتخطيط وتبادل المعلومات الاستخباراتية، إلى حد كبير بين قيادات الروس وفيلق القدس الإيراني من المستوى المتوسط في سوريا، للضغط على الولايات المتحدة لسحب قواتها من سوريا.
وقال المسؤول إنه لا يوجد حدث واحد واضح تسبب في زيادة النشاط. بدلاً من ذلك، يبدو أنه جزء من حملة للضغط على الولايات المتحدة بمرور الوقت لخروج القوات المتبقية في سوريا.
وأشار المسؤول إلى أن “بعض الروس في سوريا هم جنرالات فشلوا في أوكرانيا، وحتى الآن في سوريا، ربما يحاولون إثبات نقطة ما، على الرغم من عدم وجود مؤشر على رغبة الروس في إيذاء الأمريكيين، فقد أظهروا استعدادًا لمضايقة أو إتلاف الطائرات بدون طيار”.