ارتفاع أسعار وانهيار عملة.. كيف يعيش سكان منبج والرقة؟

فادي الحسين/ فرات الرحيل – منبج/ الرقة

عجز عدنان عن شراء غالبية مستلزمات منزله خلال الفترة الماضية، ويزيد الانهيار المستمر في قيمة العملة المحلية من معاناة الرجل، إذا يعاني من التدهور في قيمة العملة وتأثيره السلبي على ذوي الدخل المحدود.

يشتكي عدنان الخلف (49 عاماً) من سكان مدينة منبج، ويعمل سائق تكسي، من ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية، ويقول، إن دخول الصيدلية لشراء فاتورة دواء واحدة تحتاج لمدة أسبوع كامل من العمل.

يضيف “الخلف” أن انهيار العملة يسبب شللاً في حركة العمل بالمدينة، في الوقت الذي يكافح فيه سكان لتأمين معيشتهم، ويصف أوضاعه المعيشية بـ “الكارثة”.

كذلك، يصف أحمد، ارتفاع سعر الدولار، بـ “السيف المسلّط على رقاب السكان ولقمة عيشهم”، إذ أصبح تذبذب سعر الصرف “مشكلة كبيرة” بالنسبة لسكان منبج.

وبات السكان يتخوفون من تدهور الأوضاع المعيشية وازديادها سوءاً. ويفاقم انهيار العملة معانة ذوي الدخل المحدود في ظل ثبات أجورهم بالليرة السورية.

موازنة فاشلة

وكسابقه، يتذمر أحمد الجبو (52عاماً) من سكان منبج، ويعمل سائق تكسي في المدينة، ولديه عائلة من 10 أفراد، من ارتفاع سعر الدولار أمام الليرة السورية، ويقول إنه مهما عمل لن يستطيع الموازنة بين أجرته اليومية والارتفاع الكبير بالأسعار.

ويضيف لنورث برس، أن سعر صرف الدولار تجاوز الـ 10 آلاف ليرة، في حين أن عملهم لا يتناسب مع مصاريفهم، ويعمل الرجل على سيارته بالأجرة، حيث تصل يوميته لما يقارب الـ 20 ألف ليرة، لكن تلك لا تساوي ثمن كيس سكر، ولا تكفيه لشراء سندويشة وعلبة سجائر، إذا ما أراد ذلك.

وفاق سعر صرف الدولار الـ 10 آلاف ليرة، خلال الأيام الماضية، في تدهور متواصل لقيمة العملة المحلية، الأمر الذي يُنذر بتفاقم الأوضاع المعيشية سوءاً.

وتتشابه أوضاع السكان في شمال شرقي سوريا عموماً، إذ لا يختلف حال سكان الرقة كثيراً عن سكان منبج، كما حسن الشريف (29 عاماً)، من سكان الرقة ويعمل بالمياومة، ونتيجة انهيار قيمة العملة أصبح عاجزاً عن شراء مستلزمات عائلته.

لدى “الشريف”، أسرة من 6 أفراد، ويعمل بأجر يومي لا يتجاوز 20 ألفاً (أي أقل من دولارين)، بعد ارتفاع سعر الصرف الأخير، في حين تقول دراسات أن حاجة السرة السورية أكثر من 4 ملايين ليرة، عندما كان الدولار الأمريكي بحدود الـ 7 آلاف ليرة.

وبحسب معدلات خط الفقر لدى الأمم المتحدة فإن الفرد يحتاج نحو دولار يومياً، أي أن أسرة “الشريف”، تحتاج في الحد الأدنى لـ 10 دولارات يومياً.

أجور متدنية

ويشتكي سكان في الرقة، من عمالة مياومة وموظفين في مؤسسات الإدارة الذاتية، من تدني أجورهم، إذ لا تتجاوز أجرة عمّال المياومة الـ 25 ألف في الحد الأقصى، فيما يبلغ وسطي رواتب الموظفين بحدود الـ 600 ألف في الحد الأعلى.

أيضاً يعجز حامد الرحيل (46 عاماً)، وهو مزارع من قرية الكجلة التابعة لبلدة الكرامة شرقي الرقة، من صعوبات بتأمين احتياجات أسرته، ويفاقم معاناته الانهيار المستمر في قيمة العملة المحلية.

ويواجه الرجل صعوبة بتأمينها في ظل ارتباط المواد الغذائية، بسعر صرف الدولار الأميركي.

وبات تأمين لقمة المعيشة الهم الأكبر، لدى خليل العلي (47 عاماً) من سكان بلدة الكرامة شرقي الرقة، يقول لنورث برس: “أصبحنا نفكر فقط كيف نأكل لم نعد نفكر في مواد البناء أو المواد الأخرى الترفيهية، أصبحنا نسعى فقط وراء تأمين لقمة العيش للعائلة”.

وفي ظل عجزهم عن تأمين احتياجات عائلاتهم، بات الخوف من الحالات المرضية لديهم يثير قلقهم، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الأدوية والمعاينات الطبية، وكلفة دخول مشفى أصبحت باهظة.

تحرير: أحمد عثمان