الصحة العالمية تحذّر من كارثة انقطاع المياه بالحسكة وتدعو لحماية محطة علوك
القامشلي – نورث برس
حذرت منظمة الصحة العالمية من التداعيات الكارثية لانقطاع المياه عن ما يقارب مليون شخص في مدينة الحسكة بشمال شرقي سوريا، فيما دعت إلى حماية البنى التحتية المدنية والسماح بالوصول الآمن إلى محطة مياه “علوك” التي تغذي المنطقة.
وقالت إيناس حمام وهي متحدثة إقليمية باسم منظمة الصحة العالمية، في تصريحٍ خاص لنورث برس، إنه مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تشعر المنظمة بالقلق إزاء الانقطاعات المتكررة والمستمرة لمياه محطة علوك، وآخرها كان في 27 حزيران/ يونيو 2023.
ومُنعت مجتمعات في شمال شرقي سوريا، من حقّها بالحصول على مياه كافية ومأمونة منذ أن سيطرت تركيا وفصائل الجيش الوطني السوري الموالية لها، على منطقة سري كانيه/ رأس العين في تشرين الأول/ أكتوبر 2019.
وذكّرت المنظمة الدولية جميع الأطراف في سوريا بأن “محطات المياه هي بنية تحتية مدنية يجب حمايتها دائماً.”
ودعت المتحدثة باسم المنظمة إلى توفير الممرات الآمنة والوصول الدوري وغير المعوق للموظفين الفنيين والإنسانيين حتى يتسنى لمحطة مياه علوك العمل دون انقطاع آخر.
ويجمع باحثون في الشأن السوري على أن تركيا تستخدم المياه كورقة ضغط جيوسياسية على الإدارة الذاتية، في ظل صمتٍ دولي تجاه ما يعتبره مسؤولو المنطقة انتهاكاً لحقوق الإنسان.
وبداية الشهر الجاري، أعلنت مديرية مياه الإدارة الذاتية، الحسكة وقراها “منطقة منكوبة” بسبب قطع تركيا لمياه محطة علوك بتواطؤ روسي وحكومي.
وأشارت المتحدثة الأممية إلى أن الانقطاع المتكرر للمياه يدفع بالسكان إلى الاعتماد المتزايد على مصادر مياه غير آمنة، سواء كانت من آبار سطحية أو صهاريج المياه ذات الملكية الخاصة والتي غالباً ما تكون غير خاضعة للرقابة، أو مصادر أخرى.
وأشارت إلى تداعيات صحية جمّة نتيجة صعوبة الحصول على مياه آمنة، حيث “يقلّ مستوى النظافة والصحة الشخصية والسلوكيات السليمة مثل غسل الأيدي والفواكه والخضروات كما قد تستخدم مصانع الثلج مصادر مياه غير آمنة”.
وتبقى منظمة الصحة العالمية “حذرة حيال التطورات التي تشكل خطراً صحياً جسيماً يهدد حياة أكثر من مليون شخص، بما في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً في المخيمات وما شابه ذلك”، وفقاً للمتحدثة.
وتعد محطة مياه علوك التي شهدت خدماتها تكرار الانقطاع، المصدر الوحيد لمياه الشرب لسكان مدينة الحسكة وبلدة تل تمر والأرياف المحيطة بهما، إضافةً إلى كونها المصدر الرئيسي لنقل المياه إلى المخيمات.
وحذرت المنظمة الأممية من زيادة احتمالية انتشار الأمراض التي تنقلها المياه مثل الإسهال والتيفوئيد والكوليرا، وكذلك التأثير على وظيفة وسلامة المرافق والخدمات الصحية، لا سيما في ظل “نظام صحي منهك”.
وأكدت المتحدثة أن منظمة الصحة العالمية تقوم بمسؤولياتها في شمال شرقي سوريا، من خلال مراقبة جودة المياه ومصادرها بالتنسيق الوثيق مع السلطات المحلية المسؤولة عن المياه، وتركيز خاص على المخيمات.
وتقول المنظمة إنها تعمل على توزيع أقراص تعقيم المياه على المنازل والمرافق الصحية في المنطقة التي وصفتها الإدارة الذاتية بـ “المنكوبة”.