للمرة الرابعة.. مدينة في ريف درعا مقصد لحملة للقوات الحكومية

إحسان محمد ـ درعا

تشهد مدينة طفس في ريف درعا الغربي عمليات عسكرية لقوات حكومة دمشق، وتهدف هذه العمليات لدخول قوات الأخيرة إلى المدينة التي لا تزال خارج سيطرة القوات الحكومية فعلياً على الرغم من مرور خمسة أعوام على إعلان دمشق سيطرتها على المحافظة بعد التسوية التي فرضتها روسيا.

يرى الكثير من سكان المحافظة، أن هدف الحملات العسكرية التي تقوم بها القوات الحكومة هو “لملاحقة معارضين وبسط سيطرته على المناطق غير الخاضعة لها”.

وهذا ما شدد عليه، علي الزعبي، اسم مستعار لأحد عناصر مجموعة محلية في مدينة طفس خلال حديث لنورث برس، فعلى الرغم من إعلان الحكومة السيطرة على محافظة درعا إلا أن مدينة طفس بقيت خارج سيطرتها.

وأضاف الزعبي لنورث برس، أن “النظام السوري يحاول السيطرة على المدينة بشكل كامل وكسر شوكة الثوار من خلال تجنيد أبناء المنطقة الغربية لصالحه، وتضييق الخناق على معارضيه”.

لكن جميع محاولات القوات الحكومية بالدخول بحملات عسكرية والسيطرة على المدينة، “باءت بالفشل”، بحسب “الزعبي”.

ولشرعنة دخول قواتها إلى المدينة، تخلق القوات الحكومية أعذاراً لذلك، إذ نفى الزعبي ادعاء الحكومة “وجود أبو طارق الصبيحي المتهم بقتل شرطة تابعين للنظام في مدينة طفس، وهذا الكلام عارٍ عن الصحة”.

ويستهجن “الزعبي” التركيز على مدينة طفس في حين أن مناطق كثيرة من محافظة درعا تشهد استهداف ضباط وعناصر في القوات الحكومية.

غايات الحملة 

قال الناطق باسم “موقع 18 آذار” أسامة المقداد، لنورث برس، إن “النظام السوري ليس لديه أي سبب لشن عملية عسكرية في محافظة درعا”.

وأضاف: “النظام تذرع للقيام بحملته العسكرية بوجود مجموعة لها علاقة بمقتل أربعة عناصر من الشرطة على طريق اليادودة وهم مجموعة أبو طارق الصبيحي”.

وهذه المجموعة لها أسبقية في قطع الطرقات والسرقة والسلب، وكانوا يتمركزون بالقرب من بلدة طفس. وأشار أن “النظام منذ زمن يعرف بمناطق تواجدهم، ولكن اختار هذا التوقيت لعدة أسباب”.

أول تلك الأسباب، بحسب ما ذكر المقداد، أن “النظام يسعى لكي يلمع صورته بملاحقة المجرمين بعد التقارب العربي الأخير”.

وقال الناطق باسم موقع “18آذار”، إن هكذا حملات “تتكرر مراراً وتكراراً، ففي العام السابق تذرع النظام بوجود عناصر غريبة وقام بعمل عسكري بمشابه لما يقوم به اليوم”.

ويتوقع “المقداد” أن لا تستمر الحملة العسكرية، وذلك بعد تدخل عدة مجموعات في المنطقة الغربية ووجهاء العشائر، و”تعهدوا بإخراج هذا مجموعة، أبو طارق الصبيحي من مزارع طفس”.

وتعرضت مدينة طفس، لأربع حملات من قبل القوات الحكومية، كان آخرها هذه التي بدأت في الثالث من تموز/ يوليو الجاري.

وفي الخامس والعشرون من أب/ أغسطس العام الماضي، تعرض عدد من قادة المجموعات المحلية للاغتيال بينهم خلدون الزعبي بعد عودتهم من اجتماع مع لؤي العلي رئيس فرع الأمن العسكري التابع للقوات الحكومية في درعا، واتهم الأخير حينها بتدبير عملية الاغتيال.

ويعتبر “الزعبي” أبرز قادة المعارضة والذي رفض مع مجموعته الانضمام لصفوف القوات الحكومية بعد التسوية الأولى صيف العام 2018.

ويتخوف سكان المدينة بشكل خاص والمحافظة بشكل عام، من استمرار الفلتان الأمني والتدخلات الحكومية في المنطقة، ويخشون من إقدام القوات الحكومية على عمل عسكري بحجة ملاحقة تلك المجموعات.

تحرير: تيسير محمد