مصادر من داخل مخيم الركبان لـ نورث برس: نعيش كارثة إنسانية

مركز الأخبار – NPA  
وصف ناشط إعلامي من داخل مخيم الركبان أن الأوضاع الإنسانية داخل المخيم بــ “كارثية”، “نعاني من نقص في أبسط متطلبات الحياة”.
وأوضح الناشط الإعلامي، عماد غالي، المتواجد في مخيم الركبان، في حديث لـ”نورث بريس” عبر الهاتف: “إن الأوضاع المعيشية ازدادت سوءاً بسبب الحصار الخانق للمخيم من قبل قوات النظام السوري والقوات الروسية عبر النقاط المنتشرة على تخوم المنطقة /55/ منذ التاسع من شهر شباط/ فبراير الماضي، رغم أن المنطقة بالأصل كانت محاصرة منذ الرابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي لكنه لم يكن بهذا السوء”.
وأشار الناشط الإعلامي أن “الحصار سبب نقصاً في كل مستلزمات الحياة اليومية من الغذاء والمياه، إضافة إلى غلاء في المواد الموجودة داخل المخيم، ونقص في الأدوية والمستلزمات الطبية والكادر الطبي، لا يوجد أي طبيب في المخيم بل هناك فقط عدد من المتدربين الطبيين، إضافة لفقدان حليب الأطفال بشكل نهائي, وارتفاع غير مسبوق بأسعار المحروقات حيث وصل سعر اللتر الواحد من مادة المازوت إلى /1500/ ليرة سورية بينماو سعر لتر الكاز(المستخدم في التدفئة) وصل إلى /1300/ليرة سورية”.
من جهتها، تتهم الحكومة السورية قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بإعاقة خروج النازحين من المخيم، حيث قال بشار الجعفري مندوب الحكومة السوري الدائم لدى الأمم المتحدة في وقت سابق، إن سوريا تطالب مجلس الأمن بالضغط على الجانب الأمريكي للسماح بخروج قاطني مخيم الركبان.
بينما قالت وزارة الدفاع الروسية إن “جميع الحجج الأمريكية حول عدم جاهزية الحكومة السورية لاستقبال مهجري مخيم الركبان واهية”.
وبيّن الناشط عماد، أن المخيم الذي يقطنه نحو/50/  ألف شخص كان يحتوي على فرنيْن اثنين لإنتاج الخبز، إلا أن إحداها توقف عن الخدمة قبل فترة، نتيجة قلة مادة الطحين، التي كانت تؤمّن له عبر التجّار والمهربين، الأمر الذي يهدد سكان المخيم بالموت جوعاً، في حال توقف الثاني أيضاً”.
وكانت وسائل إعلام تابعة للحكومة السورية قد رصدت قبل فترة خروج أعداد من النازحين من المخيم باتجاه المناطق الخاضعة للحكومة السورية، وعن ذلك قال الناشط الإعلامي “لا ننصح أحداً بالخروج من المخيم لأن قوات النظام قد تعتقلهم في أي لحظة وتزجهم في السجون، فحسب معلوماتنا، إن فرع الأمن الجوي (جهاز أمني يتبع للحكومة السورية) قد اعتقل عدداً من الذين خرجوا باتجاه مناطق النظام” .
من جهة أخرى، أشارت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر من جنيف، إيلودي شندلر، في تصريحات إعلامية اليوم، إلى “أننا نراقب الوضع في مخيم الركبان عن كثب، وهناك جهات أخرى فاعلة تشارك معنا وتعمل هناك، لكننا غير متواجدين بشكلٍ فعلي بين الناس”.
وأوضحت شندلر، أن “اللجنة الدولية للصليب الأحمر ترحّب بكل الجهود الحكومية وغير الحكومية التي تساعد في تحسين وضع النازحين المتواجدين داخل المخيم منذ فترةٍ طويلة”. 
كما أضافت أن “سكان المخيم عاشوا لأشهر عديدة في ظروف إنسانية قاسية للغاية، وهناك حاجة لجهود الجميع لضمان وصول الخدمات الأساسية لهؤلاء النازحين مع إيجاد حلول دائمة لهم”.
ولفتت إلى أن “اللجنة الدولية ترى ضرورة احترام رغبات النازحين المتواجدين في الركبان على أن تتم عودتهم بطريقة آمنة وكريمة وطوعية”.