ارتفاع مستمر في أسعار مياه الشرب يزيد معاناة سكان الحسكة

الحسكة – نورث برس

يضطر عبد الرزاق محمد (46) عاماً من سكان حي الكلاسة، منطقة كلية الزراعة لشراء المياه العذبة الصالحة للشرب لاستخدامات الطبخ والشرب اربع مرات في الشهر بسعر وسطي يصل لنحو 50 الف ليرة شهرياً، رغم اعتماده الكلي على المياه المالحة والمرة للاستخدامات الأخرى من خلال بئر موجود امام منزله.

وقام بعض “أهل الخير”، من المغتربين بإرسال مبالغ مالية ليتم حفر بئر مياه في شارع محمد، لتستخدم مياهها لاستعمالات الغسيل والشطف والنظافة والتبريد.

وقال “محمد” لنورث برس: “نعاني بشكل كامل من قلة وشح مياه الشرب، وموضوع المياه بات يستغل من قبل البعض، وتختلف التسعيرة من بائع إلى آخر”.

وحول أسعار وتكاليف تعبئة خزان 5 براميل بسعة ألف لتر قال “محمد”: “هناك من يقوم بتعبئته بــ 10 ألف ليرة وهناك من يطلب 12 ألف ليرة، والسعر في ارتفاع مستمر ونحن في فصل الصيف، ومع اشتداد موجة الحر يزداد الاستغلال بشكل أكبر”.

وتم حفر بئر من قبل “فاعل خير”، كما قال “محمد”، ولكن “رغم حفر البئر واستخدام مياهه لاستعمالات النظافة.. نجبر على شراء مياه الشرب بمعدل 4 مرات شهرياً بسعر يتراوح بين 40 إلى 50 ألف وسطياً”، وطالب الإدارة الذاتية والمنظمات العاملة في المنطقة بضرورة تأمين المياه للسكان من خلال إيصال المياه لهم أو وضع خزانات في حيهم.

استغلال حاجة السكان

من جانبه وصف سعدون محمد، من سكان قرية المجرجع في ضواحي الحسكة، غرب مركز المدينة وضع المياه وأصحاب الصهاريج “بالمستغلين حاجة السكان”.

وقال لنورث برس: “طلبنا من أصحاب صهاريج المياه ملء خزاننا في قرية المجرجع التي تبعد نحو 3 كم فطلبوا 14 ألف ليرة لكل خزان 5 براميل، قمنا بجلب خزاننا بواسطة سيارتنا لمركز تجمع الصهاريج بالقرب من منطقة الجسر الحربي بالمدينة، قبل يومين قمت بتعبئة الخزان ب 4 آلاف ليرة سورية، اليوم طلبوا 8 آلاف ليرة”.

ويملك حسين محمد (38 عاماً) من نازحي عفرين، صهريجاً لبيع وإيصال مياه الشرب للحسكة، يقول لنورث برس: “لدي صهريج بسعة 40 برميل، في السابق كنا نقوم بتعبئته من المنهل بسعر 5 الاف ليرة سورية، ولكن حاليا باتت التسعيرة 12 ألف ليرة”.

ويحصل “محمد”، يومياً على كمية محروقات هي 30 لتر، والمسافة بين الحسكة ومنطقة المناهل ذهاباً وإياباً نحو 40 كم، “كمية المازوت هذه تنفذ مع التنقل لثلاث مرات في اليوم، لذا نضطر لشراء المازوت من السوق الحرة بسعر 1600 ليرة لكل واحد لتر، ناهيك عن 2500 ليرة لكل واحد لتر من البنزين لتشغيل النشال، وسعر الكيلو الواحد من الزيوت يبلغ 27 ألف ليرة، وتحتاج سيارتي 8 كيلو كل نحو 10 إلى 15 يوماً، كما أن عمليات الإصلاح وشراء قطع الغيار جميعها بالدولار، مما يزيد من معاناتنا أيضا”.

وفي السابق كان “محمد” وغيره من أصحاب الصهاريج يبيعون خزان 5 براميل بسعر يتراوح بين 7 إلى 9 آلاف ليرة، أما الآن فباتت التسعيرة 15 ألف ليرة، “تكاليف نقل المياه تثقل كاهلنا”.

ويضطر أصحاب الصهاريج لدفع مبالغ مالية شهرية تصل لـ25 ألف ليرة، وتتم أثناء بعض الإجراءات الروتينية الشهرية التي نقوم بها.

أصحاب المناهل

في حين اشتكى محمد سليمان (33 عاماً)، وهو صاحب منهل لبيع المياه من مسألة رفع تسعيرة المحروقات لنحو 5 أضعاف ومطالباتهم بتجهيز سجلات صناعية بمبالغ باهظة ودفع ضريبة شهرية.

وقال لنورث برس: “قمت بحفر هذا البئر منذ نحو عامين وتجهيزه وكانت الأمور جيدة.. قبل فترة تم رفع سعر المحروقات الخدمية التي كانت تقدم لنا من 100 ليرة لتصل ل 425 ليرة واصل مع قلة الكميات المقدمة، ومن ثم مطالبتنا بدفع ضريبة شهرية 550 ألف ليرة، وتحليل المياه بـ300 ألف ليرة، ويطلبوننا بسجل صناعي تبلغ تسعيرته بين 700 إلى 800 الف ليرة”.

وكان أصحاب مناهل المياه قد أضربوا عن العمل في 29 من أيار/ مايو المنصرم، قبل أن يعودوا للعمل بعدها بـ 24 ساعة، مع ارتفاع أسعار بيع المياه من قبل أصحاب المناهل لأصحاب الصهاريج

من جانبها، لم ترد لجنة المحروقات في الحسكة على استفسارات نورث برس، حول أسباب فرض ضرائب ورفع أسعار المحروقات على أصحاب المناهل وفرض مبالغ مساعدة على أصحاب الصهاريج التي تبيع السكان.

إعداد وتحرير: روبين عمر