صعوبات تواجه الطلاب السوريين في ألمانيا.. هل من تفاؤل؟

المانيا – شرفان علو – NPA
يجد الطلاب السوريون في ألمانيا أن الفرص المتاحة والتشجيع الذي يتلقونه من قبل محيطهم, عامل مساعدٌ على تخطي الصعوبات التي تعترض طريقهم, ويؤمنون بأن النجاح سيكون حليفهم، في المقابل تفشل محاولات عدد كبير منهم, لكن لعل القاسم المشترك بينهم هو التفاؤل بالمستقبل ورغبة الاستمرار.
“التخلي عن الحلم”
بعد رحلة متعبة تجاوز فيها المخاطر براً وبحراً, وصل محمد حسكوتو (28 عاماً) عام 2013 إلى المانيا، وحال وصوله عمل على تعلم اللغة الألمانية, المفتاح الذي سيمكنه من تحقيق حلمه بدراسة الطب.
معدل محمد كان يهيئه لدراسة كليّة الطب، وأرسل طلبه إلى /32/   جامعة مختلفة وقوبل بالرفض, فأرسل طلبه لدراسة الصيدلة إلى /22/ جامعة ورُفض طلبه مجدداً بالرفض، بسبب ازدياد عدد الطلاب الأجانب.
يقول محمد: “اضطرت للتخلي عن حلم دراسة الطب وقمت بالتسجيل في فرع هندسة المعدات الطبية وأنا الآن في الفصل الرابع من دراستي.”
يسمح قانون الجامعات الألمانية للطالب بإعادة كل مادة رسب فيها لثلاث مرات، مقابل إنهاء جميع المواد المتبقية عند الوصول إلى الفصل الرابع, هذه العثرة أجبرت حسكوتو لأن ينتقل إلى جامعة أخرى لإتمام الفرع نفسه, وهذه المرة أيضاً فوجئ باختلاف القوانين في جامعته الجديدة وإعادته إلى الفصل الثالث.
خالد البواب (25 عاماً) من اللاذقية،  وصل عام /2015/ إلى ألمانيا, لم ينجح أيضاً في الحصول على مقعد في كلية الطب, بالرغم من أنه كان طالباً في كلية الطب البشري في سوريا ويحلم بإكمال دراسته.
يقول البواب: “استطعت أخيراً أن أسجل في كلية الهندسة الطبية في جامعة مدينة مونستر”.
ورقيات ومصاريف
حاول قسم آخر من الطلاب المتوجهين بغاية الدراسة إلى ألمانيا, أن يعدلوا شهاداتهم لكن معدل القبول الجامعي لم يهيئهم في معظم الحالات.
يقول كاوا إيبش(21 عاما)،  أن معدله أجبره لدراسة سنة تحضيرية قبل البدء بالدراسة الجامعية، لكنه نجح في تأمين مقعد له في قسم العلوم السياسية، رغم اضطراره إلى تحمل مصاريف دراسته الجامعية لعدة أشهر.
يضيف إيبش: “استطعت تخطي كل المشاكل التي اعترضت طريق إكمالي للدراسة الجامعية وأتممت الفصل الاول بنجاح” ويوضح إيبش أن عدد الطلاب السوريين في هذا الفرع لا يتجاوز أربعة طلاب.
اما برفين حبش (28 عاماً)، فقد عانت بسبب صعوبة اللغة التي تحولت في البداية إلى حاجز أمام قدرتها على الاستمرار, لكن الاهتمام الذي تلقته من قبل أساتذتها الجامعيين كان حافزها للاستمرار.
حبش، التي تنهي الآن الفصل الثالث من تعليمها الجامعي في كلية هندسة العمارة، تقول: “سأبذل ما بوسعي كي أنهي البكالوريوس وابدأ بدراسة الماجستير”.
وقد وصل عدد الطلاب السوريين في بعض الجامعات الألمانية إلى المرتبة الثانية من حيث عدد الطلاب الأجانب، مثل جامعة بوخوم حيث قدر عددهم /٢٨٩/ طالبا سورياً وهذا العدد في ازدياد كل سنة.