بسبب جنون أسعارها.. السيارات خارج أحلام السوريين

ليلى الغريب ـ دمشق

كان امتلاك سيارة حلماً صعب المنال عبر التاريخ للسوريين، ولكنها لم تكن حلماً يكاد يكون مستحيلاً كما هي عليه الآن.

سوريا من البلدان النادرة وربما الوحيدة، التي يزيد فيها سعر السيارة المستعملة على سعرها عند شرائها، وذلك بعد عقود من استخدامها.

وفي سوريا أيضاً، السيارات التي يجب أن تذهب للصَهر، ويجب أن تمنع من التجوال في الشوارع ويعود عمرها لأكثر من 40 عاماً تباع بسعر لا يقل عن 30 مليون ليرة، الأمر الذي جعل التفكير باقتناء سيارة شبه مستحيلاً لغالبية الأسر.

ارتفعت كثيراً

منذ بداية الاحتجاجات في البلد صدر قرار بمنع استيراد السيارات، ولم يكن من نتائج هذا القرار سوى ارتفاع أسعار السيارات كما يحصل في كل شيء، حيث وصل سعر بعضها من الموديلات الحديثة والتي تتجول في الشوارع إلى نحو ملياري ليرة، كما يشير تاجر سيارات مستعملة، لنورث برس.

وأن سعر سيارة من نوع أفانتي مثلاً، يبدأ من 150 مليون ليرة ويصل إلى 200 مليون تبعاً لمواصفاتها، ويفوق سعر هونداي سوناتا، وكيا سيرانتو لعام 2022 مبلغ800 مليون ليرة.

وعن رأيه في أسباب ارتفاع أسعار السيارات بهذا الشكل الجنوني، رغم قلة الإقبال على شرائها، حسب قوله، بين التاجر أن السبب يعود إلى وقف الاستيراد، وفرض رسوم جمركية تصل إلى 300% على السيارات لأنها مصنفة ضمن مواد الرفاهية، رغم أنها ليست كذلك خاصة مع أزمة النقل الحالية، وهذه الرسوم المرتفعة والضرائب تجعل السيارات في سوريا أغلى من بلد المنشأ، كما الحال مع الجوالات.

شبه متوقفة

أضاف عضو في جمعية السيارات، لنورث برس، أن حركة البيع والشراء “شبه متوقفة، لا تتجاوز 5%”، وأن المقبلين على الشراء يفعلون ذلك غالباً بداعي “الادخار لأموالهم”، وهم من الشريحة التي يتوفر لديها سيولة، في حين الأنواع التي يوجد عليها طلب من قبل بعض الأسر هي السيارات الرخيصة المتهالكة لأن سعرها أقل.

وشدد على أن الطلب على السيارات التي ما زالت تحظى بالدعم “زاد من سعرها مهما كانت قديمة، وأن أسعارها ارتفعت بعد القرار الأخير لرفع الدعم عن السيارات التي تعود لعام 2008 وسعة 1600 cc بأكثر من مليوني ليرة”.

لأن هنالك الكثير من العائلات ذات الدخل المحدود، الذين اشتروا سياراتهم بالتقسيط، أصبحوا يعجزون عن استخدامها وتحريكها بسبب ارتفاع أسعار البنزين ورفع الدعم عنهم.

ونهاية أيار/ مايو الماضي، رفعت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في الحكومة السوية، أسعار البنزين أوكتان وأسطوانة الغاز المنزلي والصناعي.

وجاءت الزيادة بحسب قرارين أصدرتهما الوزارة، حيث ارتفع سعر البنزين أوكتان 95 إلى 7.600 ليرة سورية بعد أن كان 5.750 ليرة.

يسعر سوق السيارات حسب أسعار الصرف، ويطلبون الأرقام التي يرونها، وغالباً ما تكون الأسعار أعلى من سعر الصرف، إذ يتاجرون دون حسيب أو رقيب.

وعن مصدر السيارات التي تتجول في الشوارع، قال التاجر إنها “تأتي من لبنان وتجمرك في سوريا”.

في ارتفاع

أضاف إعلامي مختص بالشأن المحلي، أن عدد السيارات في ارتفاع دائم ومن كل الأنواع ولمختلف الجهات، وكمثال على ذلك بينت الإحصاءات أن عدد المركبات ارتفع خلال عام واحد وهو العام الماضي، “لأكثر من 42 ألف سيارة سياحية قياساً بالعام الذي سبقه، وارتفع عدد السيارات السياحية العامة 600 سيارة للفترة ذاتها”.

وقال: “هذا يعني أن التضييق في أي من القرارات لا يطال أصحاب الأموال الذين يجدون ضالتهم باستخدام أموالهم مهما كان نوعها”.

تحرير: تيسير محمد