مخيم للسوريين في أربيل.. مستقبل أطفال مرضى مرهون بالعلاج
سهى كامل ـ أربيل
يعاني الطفل شيرزدان بوطي، والذي يقيم في مخيم بأربيل، من مرض التوحد، ويحتاج لمركز طبي خاص بهذا المرض لمساعدته على الشفاء، لكن الأحوال المادية لا تساعد عائلته في دفع تكاليف العلاج.
لم يستطيع “شيرزدان” التأقلم مع البيئة المحيطة به، فحاول الانتحار أكثر من مرة، وأنقذته والدته من الموت ثلاث مرات، إذ أن إدراكاته العقلية محدودة، ويشعر بالنقص تجاه بقية الأطفال، لأنه لا يذهب إلى المدرسة بسبب وضعه الصحي، ولا يلعب معهم أيضاً.
تقول والدته فلك سليمان حسين، لنورث برس: “الأمل بشفاء شيرزدان مازال موجوداً، لأنه بعمر 12 عاماً، ويمكن علاجه قبل أن يكمل الـ18، لكن لا نجد أي مساعدة من أي منظمة إنسانية، أو جهة مهتمة بأحوال اللاجئين. لذلك أطالب الأمم المتحدة بالنظر لحالة طفلي، ومساعدته على الشفاء ليكمل حياته ويصنع مستقبله”.
ويعاني العديد من الأطفال السوريين اللاجئين مع عوائلهم، إلى مخيم قوشتبه، في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، من أمراض مختلفة، تحتاج لعلاج دائم، بعضهم يحتاج لعلاج فوري.
وتكافح عوائل هؤلاء الأطفال لتأمين العلاج والدواء، وسط غلاء أسعار المعاينات الطبية، وتراجع المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين.
ويعاني مجد محمد خلف، الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره، من مرض السكري، وهو في حالة حرجة، خاصة أن السكر في الدم يهبط في جسده الصغير فجأة، ويتعرض لحالات إغماء.
تقول والدته، جيهان محمد سليمان، لنورث برس: “حالة مجد الصحية عاجلة للغاية، تحتاج لتدخل طبي سريع، لأن السكر في دمه يهبط يومياً أكثر مرة”.
وتعجز عائلة مجد عن تأمين العلاج الدائم لطفلها الصغير، وكل ما تستطيع تقديمه، بعض الأدوية التي تشتريها من الصيدلية، التي تساعد على رفع نسبة السكر في الدم، “فأجنبه الإغماء، لكن هذه الأدوية علاجها مؤقت، طفلي يحتاج لعلاج نهائي لحالته الصحية”.
وتفقد أحياناً، والدة مجد نشاطها اليومي، بسبب قلة ساعات نومها، فكلما حاولت النوم راودها القلق، أن يهبط السكري في جسد مجد ويتعرض للإغماء.
تقول: “منذ خمسة أيام، لم أنم إلا ساعات قليلة، بسبب خوفي على ابني، يجب أن يكون بقربي طوال الوقت لأنني الوحيدة التي أعرف أعراض هبوط السكر، فأسارع لأعطيه الأدوية، أما والده فهو دائما في العمل، يحاول مراقبته ليلاً ريثما أنام قليلاً”.
وتحاول عائلة مجد تأمين الدواء، لتبقي طفلها على قيد الحياة، إلا أن أسعاره يثقل كاهل الأب الذي يعمل في البناء، تقول “سليمان”: “يعمل زوجي بشكل يومي، كل ما يجنيه ندفعه ثمن الأدوية، أحياناً نستدين من الأقرباء لتأمين الدواء لطفلنا المريض”.
وتطالب عائلة مجد الأمم المتحدة، بالنظر بحالة ابنها، ونقله للعلاج الفوري خارج العراق، لأن علاجه غير متوفر في إقليم كردستان العراق أو في سوريا.
بدورها تحاول شيلان حسن قاسم، مسح دموعها، وتحكي قصتها، تقول لنورث برس: “يعاني ابني قاسم من شلل دماغي، منذ كان عمره ستة أشهر، الآن أصبح عمره 11 عاماً، ومازال على حاله، حاولت مساعدته بجلسات العلاج الفيزيائي، إلا أن ذلك لم يغير من حالته الصحية شيئاً”.
تتنهد قليلاً وتضيف: “أما ابني الأوسط رشاد، فيعاني من فرط الحركة، ما يجعلني عاجزة عن السيطرة عليه، يحتاج لمركز طبي ومعالجين مؤهلين ومختصين بهذا النوع من أمراض الأطفال، أما ابنتي الصغرى مها فتعاني من التوحد، لذلك لم يتم قبولها في المدرسة رغم أنها أكملت عامها السادس”.
يعمل زوج شيلان، كعامل عادي بمبلغ يومي بسيط، ولا يقوى على تأمين العلاج أو الدواء لأطفاله، تقول شيلان: “نحن عاجزون تماماً عن مساعدة أطفالنا، ليس لدينا مرتب شهري يسندنا، كل ما يجنيه زوجي بعض الدنانير نصرفها على الطعام والشراب وأمور المنزل”.