الرقة.. آمال بزيادة مخصصات الخبز مع وفرة إنتاج القمح

فرات الرحيل – الرقة

يضطر جابر لشراء “خبز سياحي” باهظ الثمن، بسبب عدد أفراد أسرته الكبير، إذ لا تكفيه مخصصاته من الخبز المدعوم، ويأمل الرجل أن تتحسن الكمية المخصصة له، خاصة أن القمح هذا العام وفير.

جابر الشواخ (47عاماً)، من سكان بلدة الكرامة 35كم شرقي الرقة، شمالي سوريا، يعاني من نقص مخصصات مادة الخبز المخصصة له من قبل الإدارة الذاتية، بسبب العدد الكبير لعائلته المكونة من 13 فرداً.

يضطر غالبية سكان الريف الشرقي، لشراء الخبز السياحي لتغطية النقص في مخصصات الخبز، فيما يضطر بعضهم، لإطعام أطفالهم “رز”، تجنباً لشراء ربطة خبز سياحي.

وفي نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قال سلمان بارودو الرئيس المشارك السابق لهيئة الاقتصاد، إن الإدارة الذاتية تخسر مبالغ “ضخمة” لتوفير مادة الخبز بسعر مناسب، لكن رغم ذلك “لم نحقق ما كنا نطمح إليه بخصوص جودة وتوفير المادة”.

وأضاف في تصريح لموقع الإدارة الذاتية، حينها، أن ربطة الخبز الواحدة تكلف الإدارة الذاتية أكثر من 1600 ليرة سورية، في حين تُباع بـ 300 ليرة.

رغيفان لا يكفيان

يقول “الشواخ” إن كمية 25 رغيفاً أي رغيفين لكل شخص لا تكفي عائلته سوى لوجبة واحدة، لذا يشتري بشكل يومي 8 “ربطات” من الخبز السياحي، في الأيام التي يوزّع فيها الخبز المدعوم بينما يشتري يوم الجمعة 10 ربطات.

ويدفع الرجل نحو 420 ألف ليرة شهرياً، ويبلغ ثمن ربطة الخبز السياحي 2500 ليرة، ولا تحتوي على أكثر من 5 أرغفة.

 واتبعت الإدارة الذاتية نظام “المناديب” في توزيع الخبز على السكان أواخر 2020، حيث يشتري شخص مفوّض من كل حي، الخبز من فرن معين، ثم يبيعه على سكان حيّه بسعر 350 ليرة للكيلو الواحد، ويُخصّص لكل فرد من العائلة رغيفا خبز في اليوم الواحد.

بينما يضطر محمد العبد الله (34عاماً) من سكان بلدة الجديدة 50كم شرقي الرقة، للاستعانة بمادة “الرز” لتغطية النقص في المخصصات، إذ لا قدرة للرجل على شراء الخبز السياحي، حيث يعمل بالمياومة بأجر متدنِ.

ويستلم رب العائلة المكونة من 6 أشخاص، أحد عشر رغيفاً، يقول لنورث برس، إنها “لا تكفيه”.

يضيف “العبدالله” أن ما يتقاضاه من عمله لا يكفيه لتأمين احتياجات أسرته الأساسية، وكلفة شراء 5 ربطات يحتاجها لتغطية استهلاك أسرته، “فوق طاقتي”، لذا يستخدم “الرز” عوضاً عنها وتجنباً للمصاريف الزائدة.

آمال بزيادة المخصصات

يأمل سكان في ريف الرقة الشرقي زيادة مخصصاتهم من الخبز المدعوم، حيث تخصص الإدارة الذاتية رغيفين للشخص فقط.

وفي ظل عدم كفاية المخصصات من الخبز المدعوم وارتفاع ثمن الخبز السياحي، لا يجازف ياسر الطه (33عاماً)، وهو من سكان قرية البيدر التابعة للكرامة، بشراء “السياحي”، لأن أجرته اليومية لا تتجاوز 20 ألف ليرة.

يقول إن “ربطة” الخبز السياحي التي تتضمن 4 أرغفة “لا تكفي لسد جوع” أحد أفراد أسرته.

ويطالب الرجل بزيادة مخصصاته من الخبز المدعوم، خاصة في ظل وفرة محصول القمح هذا العام، ما يعني أن الطحين سيتوفر بكميات كبيرة.

ويناشد “الطه” وسابقيّه الجهات المعنية المختصة بزيادة مستحقات الخبز للسكان، كـأن يتم تخصيص 6 أرغفة للفرد.

لا زيادة قبل الإحصاء

قال معاوية محمد مدير مكتب “المناديب” بالرقة، إنهم أحدثوا نظاماً جديداً لتوزيع الخبز، بتفعيل “براكيات” في جميع مدينة الرقة، وإيصال كافة مستحقات الأهالي حسب عدد الأفراد، وإعطاء كل عائلة بطاقة للحصول على مستحقاتهم من الخبز. 

وتم تفعيل هذه الآلية عن طريق معتمدين يوزعون مستحقات الخبز على السكان، فقط ضمن المدينة، “توجد دراسات مستقبلية تنص على تفعيل هذه الآلية بكافة الأرياف”، وفقاً لقوله.

وأشار إلى أن هناك عملية إحصاء جديدة، سيتم الاستناد عليها في توزيع الخبز، بعد تزايد أعداد السكان عن إحصائية 2021.

ولفت إلى أنه “لاتزال عملية الإحصاء والتخطيط قائمة ولا يمكن الحديث عن زيادة بالكمية لحين الانتهاء من عملية الإحصاء لكامل مدينة الرقة”.

ومنتصف تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قال رشاد كردو الرئيس المشارك للجنة الاقتصاد في مجلس الرقة المدني، إن سبب النقص في كميات الخبز المخصصة للسكان، “يعود إلى سوء التوزيع من قبل بعض الأفران التي تقوم بهدر المادة”.

وتوزع اللجنة 207 طن من الطحين للأفران يومياً، ويبلغ عدد الأفران العاملة في المدينة والريف 110 فرن، بحسب كردو.

وحينها، أعاد سبب نقص مادة الخبز، لاستمرار توافد النازحين من المناطق السورية الأخرى إلى الرقة، حيث وصلت نسبة النازحين إلى 50 % من عدد سكان الرقة.

وبحسب إحصائية لمجلس الرقة المدني، يصل عدد سكان فيها إلى نحو 900 ألف نسمة، 400 ألف منهم تقريباً يقطنون في المدينة.

وتخصص لجنة الاقتصاد في مجلس الرقة المدني 300 غرام من مادة الخبز لكل فرد يومياً.

تحرير: أحمد عثمان