انتظار الصهاريج والمياه المالحة.. أزمة مستمرة تزداد كل صيف في الحسكة

الحسكة – نورث برس

يقوم عبد الله السالم، من سكان حي النشوة الغربية في الحسكة، بجر عدد من براميل المياه ذات اللون الأزرق التي قام بملئها من الخزان الرئيسي الموجود في حيهم لإيصالها لمقربة من منزله ليلحقها بعملية نقل المياه من تلك البراميل إلى خزانه الرئيسي الموجود على سطح المنزل.

وتتألف عائلة السالم (48 عاماً)، من 9 أفراد، ويعتمدون بشكل رئيسي على مياه الخزانات التي تقوم المنظمات بملئها بشكل دوري أو الاعتماد على مياه الآبار الأهلية المالحة والمرَّة في أحياء المدينة.

وقام “السالم” بتوصيل آلة ضخ المياه من براميله إلى الخزان الرئيسي الموجود على السطح، إلا أن عليه أن ينتظر مجيء الكهرباء ليقوم بالضخ بواسطة النشال.

يقول لنورث برس: “منذ خمس سنوات وضعنا مع مياه علوك من سيء إلى أسوأ، عملية بدء ضخ المياه منذ نحو شهر ونصف بدأت، ولكن هناك من تصله المياه أثناء ضخها وآخرون لا تصلهم، نحن من المناطق التي لا تصلها المياه”.

وهو يشير بأصابعه نحو أحد الخزانات الموجودة في حيه، يقول: “لولا هذه الخزانات لكنا متنا من العطش.. لدي ثلاث عائلات تسكن في منزلي، إذا قررت شراء المياه فإن الخزان الواحد (5 براميل) لا يقل سعره عن 15 – 16 ألف ليرة سورية، سأحتاج في كل أسبوع لخزانين من المياه والتي يبلغ سعرها 30 ألف ليرة”.

ولا يختلف حال عليا سعدون (39 عاماً) من سكان الحي ذاته، عن سابقها، إلا أنها تزيد عنه بأنها لا تستطيع أبداً شراء المياه من الصهاريج، بسبب تكلفتها المرتفعة وقلة الدخل.

وكغيرها من سكان الحي، تنتظر “سعدون” التي تتألف عائلتها من 7 أفراد، أصحاب الآبار الأهلية لتشغيلها من أجل أن يقوم السكان بملء ما توفر ليديهم من أواني منزلية، بالمياه المالحة.

وتقول “سعدون”، لنورث برس: “نضطر لشرب تلك المياه ونستخدمها للنظافة وغسل الثياب، كما أننا ننتظر صهاريج المنظمات لنملئ الخزان، لكنها تشهد حالات ازدحام كبيرة وقد لا يصلنا دور للتعبئة”.

وقبل الإيقاف الأخيرة لمحطة علوك، منذ ستة أشهر تقريباً، كان ضخ المياه حينها “ضعيفاً جداً” ولم تصل إلى منزل لؤي محمد من سكان حي النشوة الغربية، وإلى الآن لا يزال وضعه كما هو.

ويضطر “محمد”، لشراء المياه كل 3 أيام بسعر 15 ألف ليرة لكل خزان، “أحتاج شهرياً نحو 150 ألف ليرة فقط لشراء المياه، وأنا عامل مياومة بالكاد أؤمن فيها مصاريف المنزل”، يقول لنورث برس.

لكن قلة المياه وقلة الإمكانات، دفعت بـ”محمد”  لشرب المياه المرة والمالحة والتي تتسبب في العديد من الأمراض.

وانتشرت البراميل ذات اللون الأزرق بكثرة في مختلف شوارع مدينة الحسكة منذ سيطرة تركيا على محطة آبار علوك للمياه وتحكمها بكميات المياه الواردة.

وكان الجيش التركي برفقة فصائل من المعارضة السورية الموالية لأنقرة سيطر على محطة مياه علوك منتصف تشرين الأول/ أكتوبر 2019، وقام بإيقاف تشغيل المحطة لأكثر من 30 مرة، استمرت بعض حالات إيقافها أكثر من 6 أشهر متواصلة.

وتعد مياه محطة آبار علوك مصدر المياه الرئيسي الذي يغذي مدن وبلدات الحسكة وضواحيها وتل تمر والهول، مع عدم وجود مسطحات كبيرة للمياه العذبة في الحسكة.

كما يضطر السكان للاعتماد على خزانات المياه التي وضعتها بعض المنظمات في أحياء مدينة الحسكة أو الاعتماد على المياه المالحة والمرة المستخرجة من الآبار التي حفرها الكثير من السكان أمام منازلهم بغرض استخدامها لوسائل النظافة.

من جانبها أوضحت نوار محمود صبري الرئيس المشارك للمديرية العامة لمياه الشرب في الحسكة لنورث برس، أن: “ضعف ضخ المياه للأحياء هي نتيجة قلة كميات المياه الواردة من محطة آبار علوك”.

وتستغرق عملية ملء الخزان الرئيسي (بسعة 30 ألف متر مكعب) في محطة الحمة من 3 إلى 4 أيام، وبالتالي ضعف عملية الضخ نتيجة قلة الوارد.

ومع استمرار ذلك، تستغرق عملية توزيع المياه على القطاعات السبعة، (6 داخل الحسكة والسابعة تل تمر) نحو 20 يوماً، أي أن المياه تصل للسكان بحسب آلية التوزيع مرة واحدة بمعدل ضخ لعدة ساعات فقط كل 20 يوماً وأكثر، بحسب “صبري”.

تحرير: تيسير محمد