“قذائف وطائرات مسيّرة”.. سكان قرى خط التماس في منبج يتخوفون

فادي الحسين – منبج

تساور خضر، مخاوف من سقوط قذيفة على منزله الواقع في إحدى القرى على خط التماس شمالي منبج، حيث ازداد تصعيد القصف التركي على منبج في الفترة الأخيرة، وقرى خط التماس والحدودية.

يخشى خضر العيسى (41 عاماً)، من سكان قرية التوخار شمال غربي منبج، من القصف والقذائف والمسيرات التركية، والتي من الممكن أن تعرض حياة أفراد عائلته للخطر وخاصة في الفترة الأخيرة، في ظل القصف التركي المتكرر على منازل وممتلكات السكان.

وفي الثاني عشر من شهر حزيران/ يونيو الجاري، قصفت القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها، عدة قرى بريف منبج، بعشرات القذائف المدفعية والهاون والطائرات المسيرة، وأدى القصف لمقتل أشخاص.

ومنذ بدء التصعيد الأخير، بدأ هاجس الخوف من القصف التركي العشوائي، ينتاب سكان القرى الواقعة على خط التماس بين مجلس منبج العسكري والقوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها.

قصفٌ عشوائي

يقول “العيسى” لنورث برس، إنهم لا يعرفون إلى أين يلجؤون إذا ما بدأ القصف من الجانب التركي، وسقطت القذائف “بشكل عشوائي”، مما يجعله يخشى على مصير عائلته إذا ما بقوا في القرية.

ويضيف الرجل الأربعيني، أن هاجس خوفهم أصبح أكبر بكثير من السابق مع بداية استخدام تركيا للمسيرات في قصفها على تلك القرى، ويقول: “لا نعرف متى وأين تقصف المسيرة وتودي بحياة أحد منّا”.

وتتعرض القرى الواقعة على خط التماس بين مجلس منبج العسكري والقوات التركية والفصائل الموالية لها، للقصف بشكل متكرر، وغالباً ما يسبب أضراراً بممتلكات السكان، وبحالة من الخوف والذعر بين سكان القرية.

وفي الثالث عشر من حزيران/ يونيو الجاري، أعلن مجلس منبج العسكري، فقدان اثنين من مقاتليه حياتهما بقصف تركي بحادثين منفصلين بريف مدينة منبج شمالي سوريا.

وقال بيان صادر عن مجلس منبج العسكري عبر موقعه الرسمي، إن “طائرة استطلاع مذخرة تابعة للاحتلال التركي قصفت حاجزاً يتبع لمجلس منبج العسكري في قرية درّج، وقصفت طائرة استطلاع أخرى نقطة تابعة للمجلس أيضاً بمحيط جسر قرقوزاق شرق منبج”.

وفي اليوم ذاته، قصفت القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها، قرية التوخار في ريف منبج الشمالي بعشرات قذائف المدفعية والهاون من قاعدتها المتمركزة في قرية توخار كبير.

وفي اليوم التالي، أعلن مجلس منبج العسكري، فقدان أربعة من مقاتليه بقصف تركي بحادثتين منفصلتين بريف مدينة منبج، كما قصفت القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها، منزلاً في قرية عرب حسن، أدى إلى فقدان مدني حياته.

ونشر المجلس على موقعه الرسمي، أن أربعة من مقاتليه فقدوا حياتهم، وأُصيب اثنان آخران، جراء استهدافهم بطائرة مسيرة تركية، أثناء محاولتهم إنقاذ طفلين، أصيبوا بقذائف مدفعية أطلقتها القوّات التركية والفصائل الموالية لها، على مزرعة في قرية الدندنية شمال غرب منبج.

المسيّرات ترعب السكان

وحال سعدة الأمين (39 عاماً)، من سكان قرية الدندنية شمال غربي منبج، لا يختلف عن حال سكان تلك القرى، فهاجس الخوف من القذائف والطائرات المسيرة، بات يرافقها في كل مكان خوفاً على أطفالها من تعرض حياتهم للخطر.

وفي السابق كان القصف بالقذائف ونزولها بالقرب من المنازل يشعر “سعدة” وأقرانها بالخوف، إلا أن خوفهم اليوم تعاظم أكثر، مع بدء استخدام الطائرات المسيرة في القصف على قراهم، “فالمسيرة من غير الممكن رؤيتها وهي تقصف دون صوت”، على حد قولها.

ويخشى جاسم العمر (45 عاماً)، من سكان قرية الجات شمال منبج، هو الآخر على مصيره وعائلته في حال استمر القصف التركي بالطائرات والقذائف على قريتهم ومنازلهم.

ويقول لنورث برس، إن الوضع الإنساني سيزداد صعوبة، في حال استمرت تركيا بقصفها للقرى الواقعة على خط التماس، ويرى أن القصف التركي سيتسبب بموجات نزوح كبيرة وتهجير آلاف السكان من تلك القرى.

ويطالب “العمر”، المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي والدول الضامنة، بإيقاف القصف والانتهاكات التركية، بحق السكان الآمنين في منازلهم وقراهم.

ورغم المطالب والمخاوف التي تجتاح السكان، لا يزال الضامنون لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار صامتون حيال ما يتعرض له السكان من تهديد لحياتهم وأرزاقهم.

تحرير: أحمد عثمان