هكذا يصل طلاب الشهادات إلى المراكز الامتحانية.. تكاليف مرهقة وتعب مضني

ليلى الغريب ـ دمشق

الشدة التي يعيشها الطلاب السوريون وأهاليهم للوصول إلى مراكز الامتحان قد تساوي أو تفوق شدة الامتحان ذاته مع أزمة النقل الأزلية التي تضاعفت قبل فترة قصيرة من بدء الامتحانات بعد تخفيض مخصصات السرافيس من المحروقات.

ويصبح الحال أكثر صعوبة لمن يسكنون في الأرياف وعليهم التوجه إلى مراكز الامتحانات في المدن، أو من محافظة إلى أخرى كحال الطلاب في المناطق الشرقية.

عشرات الدراجات

تقول والدة لديها ابنان يقدمان امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية في قرية ساحلية، إن من يراقب حركة الطريق يتابع عشرات الدراجات النارية التي تحمل 3-4 طلاب يصحبهم الآباء أو الأخوة للأولاد وأصدقائهم لتوفير تكاليف النقل.

وينتظرون الأبناء في الخارج ريثما ينتهون من الامتحانات لكي لا يتكبدوا عناء صرف المحروقات أكثر من مرة، لأن سعر ليتر البنزين لا يقل عن 10 آلاف ليرة، فغالبية الدراجات النارية في الساحل غير مرخصة وليس لهم مخصصات مدعومة من البنزين.

وفي متابعة من نورث برس لكيفية إيصال الطلاب من منازلهم إلى امتحاناتهم في أحد مدارس الساحل، قالت إحدى السيدات التي تنتظر ابنها في الخارج، إنها اضطرت لأخذ تكسي أكثر من مرة بعدما استنفذت الفرصة بالنزول في سرفيس وبكلفة وصلت إلى 30 ألف ليرة.

وأضافت أنها في الأيام العادية تذهب هي وابنتها في الباصات قبل موعد الامتحانات بأكثر من ساعتين، وحسب موعد رحلة السرفيس للنزول إلى مراكز الامتحانات بأجر عادي.

بينما أكدت إحدى الطالبات أنها تخرج من بيتها في الساعة السادسة صباحاً، لكي تتمكن من الوصول إلى الامتحان بتسعيرة عادية، بعدما أرهقت أهلها طوال العام بتكاليف الدروس الخصوصية والدورات.

تقاسم التكاليف

في حين أشارت سيدة أخرى، إلى أن كلفة النقل خلال 20 يوماً “تصل إلى 200 ألف ليرة، لأن الدراجة النارية تحتاج يومياً إلى ليتر بنزين قيمته 10 آلاف ليرة يكفي للذهاب والإياب”.

وقالت إن السرفيس الذي يقرر التخصص بنقل الطلاب فقط حسب ظرفهم “يطلب مبلغ 50 ألف ليرة عن كل رحلة، وعلى الطلاب تقاسم هذا المبلغ تبعاً لأعدادهم”.

وأن هنالك سرافيس تأخذ عن كل طالب 1500 ليرة، علماً أن المسافة بين البيت والمركز لا تتجاوز 10 دقائق في السرفيس.

ومن كان حظه أوفر ولديه سيارة خاصة يصطحب الكثير من أبناء الجيران والأقارب، وأن كلفة البنزين غير المدعوم يومياً لا تقل عن 16 ألف ليرة، لأنها تحتاج ليترين من البنزين من القرية إلى المدينة، وذلك تبعاً لبعد القرية عن المدينة ومركز الامتحان.

وهذا الحال ينطبق على المراقبين كما الطلاب، إذ أكد مراقبون التقتهم نورث برس، أن عليهم الوصول بالمواصلات العامة، في حين يصل مندوبو الوزارة بباص خاص بوزارة التربية.

قبل الامتحانات

أما في دمشق فليس الحال أفضل بكثير، خاصة لمن يستخدمون المواصلات العامة، إذ أن مشكلة نقص مخصصات السرافيس العامة بدأت قبل أسابيع من بداية الامتحان.

وأشار سائق سرفيس على خط مزة جبل بدمشق، لنورث برس، إلى أن عدد الرحلات التي يغطيها المازوت الذي يحصل عليه يكفي لسبع رحلات فقط، وبعدها يركن السرفيس ويتوقف عن العمل، لأنه يصبح غير مجد، وتكاليف تأمين المازوت الحر تفرض عليه زيادة  التسعيرة وهذا يعرضه للمخالفة، لذلك الحل الأفضل يكون بالتوقف عن العمل.

وفي جولة لنورث برس، على نقطة انطلاق الباصات، قال مراقب الخط، إنه لا يستطيع أن يفرض على السائقين نقل الركاب، طالما أنه ليس لديهم مخصصات، ولذلك عندما يصل السرفيس لآخر الخط يحجم عن نقل الركاب ويدعي أن مخصصاته نفذت.

وكان هذا الأمر محط سجال بين محافظة دمشق ووزارة النفط، حيث بينت الأولى أنه “ليس لها علاقة بالأمر” وأن السبب عطل في نظام التتبع (جي بي اس) وتطبيق الشركة العامة لتخزين وتوزيع المشتقات النفطية (محروقات) ميزة بداية الخط ونهاية الخط، ومن لا يلتزم يحرم من المخصصات الأمر الذي تسبب بخروج عدد كبير من السرافيس من الخدمة.

في حين أشارت وزارة النفط، أن “العمل جار لمعالجة الخلل”، وأن الأمور ستعود إلى طبيعتها “في أقصر وقت ممكن”، علماً أن هذا هو الأسبوع الثاني للامتحانات، المقرر أن تنتهي في الـ26 من هذا الشهر.

وكانت وزارة الداخلية نشرت كما يحصل كل عام، خبراً عن إيصال عناصر من الشرطة لطلبة متأخرين إلى مركز الامتحان، وهذه المرة كانت لطالب يقصد حي الشريعة في محافظة حماة، عندما نقله الشرطي على دراجته النارية.

وهذا ما عقب عليه البعض بالقول، إن هذا الطالب وجد من يوصله إلى المركز في الموعد المحدد، ولكن الكثيرين غيره كان عليهم التدافع للظفر بمقعد في سرفيس.

تحرير: تيسير محمد