دمشق – نورث برس
تجري الولايات المتحدة الأميركية محادثات ثنائية غير مباشرة مع إيران بهدف تقليص برنامج طهران النووي دون تطوير أسلحة، وإنهاء هجماتها بالوكالة على القوات الأميركية في سوريا وإعادة ثلاثة سجناء أميركيين منذ فترة طويلة إلى الوطن، بحسب ما ورد في تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.
ومع عدم تضاؤل الآمال في إحياء الاتفاقية النووية لعام 2015 والتي انسحبت منها إدارة الرئيس السابق ترامب، فإن الهدف من هذه المفاوضات هو عالأقل تخفيض التوترات المتصاعدة بين البلدين.
والمناقشات الحالية بحسب الصحيفة هي محاولة لرسم خطوط حمراء واضحة وقلب ما كان يعتبر “تصعيداً مطرداً في العدوان والتوترات الإيرانية”، والتي تفاقمت بسبب قمع طهران للاحتجاجات وشحنات الأسلحة إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا.
وتقول الولايات المتحدة إن إيران تسعى للحصول على طائرات وأسلحة روسية بقيمة “المليارات” مقابل طائرات مسيرة لموسكو.
وبدأت المحادثات بعد عدة أسابيع من هجوم بطائرة بدون طيار في 23 آذار/ مارس الماضي، على القوات الأميركية في سوريا أسفر عن مقتل متعاقد أميركي، وفي غضون ساعات، ردت الولايات المتحدة بضربة جوية على منشأة إيرانية في سوريا أسفرت عن مقتل عدد من من الموالين لإيران.
وحذر المفاوضون الأميركيون من أن المزيد من الهجمات في سوريا، واستمرار تخصيب اليورانيوم عالي المستوى الذي اقترب بشكل خطير من مستويات الأسلحة، سيؤدي إلى رد – بما في ذلك العمل العسكري – لا يريده أي من الطرفين، وفقاً للصحيفة الأميركية.
ووسط انتقادات إسرائيلية لواشنطن، أقرّ الجانب الإيراني قبل أسبوع بمفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة في سلطنة عمان.
ويبدو أن المباحثات هذه هي جزء من جهود إدارة بايدن لاستخدام دبلوماسية هادئة وعالية المستوى لمعالجة المشاكل في الشرق الأوسط والخليج العربي بالتزامن مع تمدد الصين وروسيا في الشرق الأوسط على حساب تضاؤل نفوذ الولايات المتحدة ومصالحها.
وتشمل هذه الجهود أيضاً زيادة التواصل مع المملكة العربية السعودية لدفعها نحو العلاقات مع إسرائيل والترويج لتسوية الحرب في اليمن.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي أوروبي كبير شارك منذ فترة طويلة في المحادثات مع إيران، قوله إن شركاء بايدن الأوروبيين ليسوا متأكدين تماماً من ملامح المناقشات الحالية، لكنه أشار إلى أنه “من الواضح أنهم على دراية بأنه إذا استمر البرنامج النووي الإيراني بأقصى سرعة، فإن الأزمة لا مفر منها”.
وكان ممثلون من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الموقعة على الاتفاقية النووية الأصلية إلى جانب روسيا والصين، التقوا في الإمارات المتحدة الأسبوع الماضي مع كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، علي باقري كاني، على ما جاء في تقرير لموقع المونيتور الأميركي.
ويصر المسؤولون الأميركيون على أنهم لم يقدموا أي شيء لإيران مقابل إحراز تقدم على الجبهتين النووية والسورية بخلاف الامتناع عن الانتقام واحتمال تقديم المزيد من الأدلة.
أما بالنسبة المفاوضات بشأن المعتقلين، رجال الأعمال الأميركيين الإيرانيين عماد شرقي، ومراد طهباز وسياماك نمازي، المسجونين بشأن ما تعتبره الولايات المتحدة “تهم تجسس وهمية”، هي من الناحية الفنية منفصلة ويتم إجراؤها بواسطة مسؤولين سويسريين، حسبما جاء في الصحيفة.
وأكثر ما ستفعله الولايات المتحدة بالمقابل، هو السماح للأصول الإيرانية المجمدة بالتدفق إلى طهران بالرغم من أنه أمر محفوف بالمخاطر بشكل خاص من الناحية السياسية.
وأثار الإفراج عن مليارات الدولارات الإيرانية المجمدة بالتزامن مع تحرير الرهائن الأميركيين وتنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة في 2016 انتقادات شديدة لإدارة أوباما، التي اتهمها الجمهوريون بتسليم “منصات نقود” ستستخدمها إيران لتمويل “الإرهابيين”.
ولم يصدر حتى اللحظة أية تفاصيل رسمية بخصوص المفاوضات، والتي باتت شبه مؤكدة إلى حد كبير ولا سيما بعد التقارير التي تحدثت في وقت سابق عن المفاوضات في عمان، وإقرار إيران بذلك.