غرفة الأخبار- نورث برس
تستضيف العاصمة الكازاخستانية أستانا، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً لنواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وسوريا وإيران، حيث قال مسؤول روسي إن “مسودة خارطة الطريق لتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة جاهزة”.
والأربعاء الماضي قال نائب وزير خارجية روسيا ميخائيل بوغدانوف، في تصريح صحفي وفق ما نقلت عنه وكالة “ريا نوفوستي” الروسية، إن “مسودة خريطة الطريق الروسية جاهزة. مهمتنا هي المناقشة مع شركائنا والمضي قدماً في هذا العمل”.
وقد ينتج عن الاجتماع الرباعي سيناريوهات قد لا تكون في الحسبان بالنسبة لسوريين بشكل عام وللمعارضة السورية بشكل خاص؛ فماهي أوراق المعارضة؟.
إلى ذلك ذهب الكثير من المحللين إلى أن المعارضة السورية “فشلت” في تحقيق أي من الأهداف التي سعت إليها منذ أن تشكلت بكياناتها المختلفة، وأيضاً خسرت القاعدة الشعبية.
“عاجزة عن التأثير”
يقول المحلل السياسي السوري، نصر اليوسف، إن المعارضة بكل أطيافها “لا تستطيع أن تؤثر في أي شيء فيما يخص الوضع السوري”، في إشارة إلى “المعارضة السياسية والعسكرية بما فيها الإدارة الذاتية”.
ويضيف اليوسف لنورث برس: “كل قوى المعارضة أفلتت الأوراق من أيديها. وبقيت رهنا بالأطراف الخارجية، هناك أطراف من المعارضة تتحكم بها تركيا وتؤثر بها قليلاً السعودية، وعلى الطرف الآخر الولايات المتحدة الأميركية”.
ويشير إلى أن “المعارضة السورية المرتبطة في تركيا فشلت بكل تأكيد”.
ويصف المحلل السياسي، التحركات الأخيرة للمعارضة السورية في تركيا بأنها “تحركات عديمة التأثير”، مضيفاً: “لقد فات الأوان، لو كان قبل 2015 أو حتى 2016 كان من الممكن أن تثمر هذه اللقاءات، أو يتمخض عنها شيء جيد للسوريين، ولكنها لعب في الوقت المستقطع وليس لها أي تأثير”.
وتردد مؤخراً في الأوساط السياسية، بأن مؤتمراً سيعقد قريباً في المملكة العربية السعودية وسيخرج “قيادة حقيقية” تلغي كل المعارضة التي ذهبت إلى كل ما تريده تركيا.
ويرى المحلل السياسي، أن التشكيل الجديد للمعارضة الذي سيخرج به المؤتمر الذي يجري الحديث عنه “لن يكون مختلفاً عن المعارضة الحالية”، معللاً: “عندما يتم تشكيل معارضة ما في دولة بناءً على متطلبات طرف ما، فهذا بالتأكيد لن يكون من مصلحة سوريا”.
“لن تتحرك بدون أوامر تركية”
من جانبه يصف المحلل السياسي السوري غسان يوسف، وضع المعارضة السورية في تركيا بأنه “ليس جيداً” خاصة أن تركيا اليوم تفاوض الدولة السورية.
ويضيف “يوسف” لنورث برس، أن “أنقرة لا تعول على المعارضة السياسية إنما تعول على المجموعات المسلحة، الموجودة في شمال غربي سوريا وهي ترى فيها رأس حربة، في المفاوضات”.
ويعتقد “يوسف” أن “المعارضة السياسية انتهت بالمعنى الحرفي للكلمة وبقي لتركيا أن تفاوض على المجموعات المسلحة التي كانت تسميها والدول الغربية المعارضة المسلحة”.
ويشدد السياسي السوري على أن “المعارضة السورية في تركيا فشلت والسبب هو أن تركيا تنظر إلى مصالحها مع الدولة السورية والدول العربية”.
ويضيف: “نلاحظ مثلاً الدول العربية تريد إنهاء المعارضة السورية باعتبار أغلبها من الإخوان المسلمين هم بدأوا بملاحقة الإخوانية المصرية في تركيا واليوم يلاحقون المعارضة السورية”.
ويستشهد “يوسف” بحادثتي اعتقال المعارض السياسي “ماهر الدغيم” الذي تم تسليمه للحكومة السورية من قبل قطر بالتنسيق مع تركيا، واعتقال “أبو عبد أشداء” أحد القيادات السابقة في هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) متوقعا تسليمه للدولة السورية”.
وهذا “يؤكد بأن هناك تعاوناً استخباراتياً عالي المستوى بين دمشق وأنقرة”، بحسب “يوسف”.
هل تنضم إلى التسوية؟
يرى المحلل السياسي السوري، أنه “ليس أمام المعارضة سوى الانضمام إلى التسوية السورية التركية في حال تمت ولكن بالشروط السورية”.
ويضيف: “المطلوب من المعارضة السورية اليوم التفاوض مع الدولة السورية على العودة الآمنة والانخراط في العمل السياسي كمعارضين وطنيين يتخذون من دمشق مقراً لهم”.