تركيا تحتكر النقل.. ما حال أصحاب الشاحنات في شمال غربي سوريا؟
هاني السالم – إدلب
“بعت شاحنتي لانو مالها شغل بوجود الشاحنات التركية”، هو الحل الأخير الذي لجأ له مراد السايح، نازح من ريف حماة، بعد أن استنفد كل الحلول مع زملائه من سائقي الشاحنات السورية.
فالصادرات تنقل عبر شاحنات تركية والواردات كذلك، مما جعل الشاحنات السورية “عالة” على أصحابها ، “في ظل عجز السلطات المحلية عن حماية مصالحنا خوفاً من غضب أسيادهم الأتراك”، بحسب ما قاله “السايح” لنورث برس.
وأضاف صاحب الشاحنة ابن الـ(42 عاماً): “بعت شاحنتي قبل أيام لأنني فقدت الأمل و لم يعد لدي مال أعتاش منه ، منذ أشهر لم تدخل شاحنتي معبر باب السلام أو باب الهوى لنقل بضائع أو ما شابه، وذلك حال زملائي أصحاب الشاحنات السورية الأخرى، والسبب يعود لاحتكار الشاحنات التركية لعملية نقل البضائع من وإلى سوريا”.
ونظم سائقو الشاحنات احتجاجات ووقفات وقدمنا الشكاوى عبر المنصات الإعلامية والمؤسسات الحكومية، “ولكن ما زلنا مضطهدين، إذ لا تقوى أي جهة تابعة للحكومة السورية المؤقتة أو حكومة الإنقاذ على إنصافنا ومئات العوائل التي فقدت مصدر رزقها، بسبب احتكار الشاحنات التركية للمعابر بدعم ومباركة من قيادات مدعي الثورة السورية”.
من جانبه يبين علي الزويد، (38 عاماً) وهو سائق شاحنة، أن عشرات الشاحنات بيعت، وعشرات أخرى معروضة للبيع، الأمر الذي يعكس فقدان أمل سائقي وأصحاب الشاحنات من عودة عملهم في المعابر أمام احتكار الجانب التركي، “فكل المنظمات العاملة في الداخل السوري و الشركات التجارية و المراكز التابعة لحكومات المعارضة تنقل البضائع بشاحنات تركية بدلاً من السورية”.
ورغم أن أجرة الشاحنة التركية أعلى بنحو 20% مقارنة بأجرة الشاحنة السورية، “لكن يتم اختيارها عوضا عن الشاحنات السورية بسبب عودة أرباح هذه الشاحنات لضباط ومسؤولين أتراك ومشاركة قيادات من المعارضة في قطاع الشاحنات التركية”.
وتسببت سيطرت الشاحنات التركية على حركة الاستيراد والتصدير، مع مناطق المعارضة، بفقدان أكثر من 400 عامل تحميل وأكثر من 500 سائق شاحنة لعملهم، في معبر باب السلام، في ظل غياب البديل أمامهم ومشاركة الحكومة المؤقتة بهذه “المهزلة”، بحسب ما قاله عبادة المحمد (27 عاماً) من نازحي درعا، وهو مسؤول ورشة عمال تحميل في معبر باب السلام.
و بحسب إداري في معبر باب الهوى فإن عودة الشاحنات السورية للعمل بدلاً من الشاحنات التركية، “يخفف من تكاليف النقل المتمثلة بأجرة الشاحنة وأجرة عمال التحميل، و بالتالي تخفيف تكاليف البضائع”، لكن إدارة معبر باب الهوى بالتنسيق مع الجانب التركي “تمنع الشاحنات السورية من دخول المعبر وتحتكر الأمر للشاحنات التركية فقط”.
وذكر المصدر أن عدد الشاحنات السورية المسجلة في معبر باب الهوى يصل إلى 230 شاحنة، بعضها تتبع لمنظمات محلية وأخرى تجارية، وجميعها باتت عاطلة عن العمل في الوقت الحالي بانتظار وعود الحل من جانب حكومة الإنقاذ.