رغم وجود مواهب.. الأنشطة الثقافية تغيب عن دير الزور

إيمان الناصر – دير الزور

يتمنى إلياس حضور فعاليات ثقافية أو حتى تنظيمها في منطقته، لكن قلة المراكز الثقافية تحول دون ذلك، رغم أن الرجل من المهتمين بالأمور الثقافية.

يقول إلياس الخضر (48عاماً) وهو من سكان قرية الكسرة 35كم غربي دير الزور، لنورث برس، إنه لم يحضر أي فعالية ثقافية منذ بداية تأسيس الإدارة الذاتية في منطقته.

وتغيب الأنشطة الثقافية عن دير الزور بسبب إهمال المراكز الثقافية وتهميشها، من قبل الإدارة الذاتية ومنظمات المجتمع المدني، وغياب دعمها وتنظيم الأنشطة.

ويستغرب “الخضر” من إهمال دير الزور ثقافياً، على الرغم من امتلاكها حضارة قديمة، بالإضافة لوجود نهر الفرات فيها.

وبات الرجل يتحسس من تصدر مدن أخرى المشهد الثقافي، في الوقت ذاته غيابها عن مدينته، كمعارض الكًتب والعروض المسرحية.

بينما ترى سلوى محمد (40عاماً) وهي من سكان محيميدة 12كم غربي دير الزور، أن الكثير من المواهب والشعراء وغيرهم من المثقفين والمهتمين بالثقافة موجودون في دير الزور.

لكن هناك “إهمال” لهذا الجانب، في ظل غياب الدعم عن المراكز الثقافية، وتصف الإهمال بـ “الواضح”.

وتستغرب المرأة من إهمال ثقافة المنطقة، وترى أنه “من الواجب إحياء التراث والعمل على تقديم عادات وتقاليد المجتمع للعالم”.

كذلك تصف مريم الحمد (53عاماً)، وهي من سكان حمّار الكسرة 33كم غربي دير الزور، في حديث لنورث برس، الواقع الثقافي في منطقتها بـ “السيء”، كما عموم نواحي الحياة في المنطقة.

وجميع المراكز الثقافية، تأسست “شكلياً” دون أي عمل لها على أرض الواقع، على حد قولها.

إذ لم تُنظم أي فعاليات ثقافية أو مهرجانات، واقتصر الأمر على مشاركة فرق محدودة في المناطق الأخرى، رغم وجود قدرات ومواهب تستطيع إقامة ندوات وأمسيات شعرية وعروض مسرحية.

وتطالب المرأة بدعم القطاع الثقافي في دير الزور والعمل على تطويره، لتصدير ونشر ثقافة المنطقة.

فيما تقول تهاني العواد، الرئيس المشاركة للمركز الثقافي في دير الزور، إن العمل الثقافي في دير الزور اقتصر على مشاركة فرق في فعاليات بمناطق أخرى كـ الحسكة والرقة.

وتضيف لنورث برس: “أما بالنسبة لدير الزور يوجد معوقات منها المادية والمعنوية، وهي من أهم الأسباب التي تجعل دير الزور لا يوجد فيها أنشطة خاصة”.

وطالب المركز الثقافي في دير الزور بتقديم الدعم لتشكيل فرق من الأطفال واليافعين، وتقديم أمسيات شعرية، و”لكن حتى الآن لا يوجد استجابة من الإدارة الذاتية ولا حتى من منظمات المجتمع المدني، وهذا يؤثر بشكل سلبي على التعريف بتراث المنطقة”، وفقاً لـ “العواد”.

وأشارت إلى أن المركز، أعد خطة عمل جديدة وجاهزة للتنفيذ، “لكن فقط بانتظار الدعم المادي، ورفعنا في هذا الخصوص عدة كُتب للجهات المختصة، لكنها دون رد”.

ورغم الدعم “الضعيف جداً” خلال العام الجاري، إلا أن المركز قدم عدة أنشطة، منها في عيد نوروز، بالإضافة إلى مسرحية قُدمت في منطقة المعامل، والعمل على ندوة ثقافية وأخلاقية كان الهدف منها التوعية بأهمية الثقافة المرتبطة بالأخلاق، وهناك أنشطة مضمونها التعريف بالتراث، لكن الدعم المادي يعيقها، بحسب “العواد”.

تحرير: أحمد عثمان