رغم الأمطار.. المحاصيل العطرية في الجزيرة السورية إنتاجها متدنٍ
دلسوز يوسف ـ القامشلي
مع انتهاء الموسم الزراعي، لا يزل خليل مرسوس، وهو تاجر للمحاصيل العطرية في القامشلي، شمال شرقي سوريا، ينتظر المزارعين لتسويق محاصيلهم بعد موسم مخيب للكثيرين جراء تأخر الأمطار.
ويصف مرسوس (45 عاماً) والذي ينحدر من مدينة كوباني، إنتاج المحاصيل العطرية في المنطقة بـ‘‘الضعيف’’.
ويضيف لنورث برس: “سنوياً نشتري من 400 – 700 طن، لكن هذا العام نتوقع أن لا يصل الإنتاج إلى 100 طن بحسب تواصلنا مع المزارعين، كما أنه لا يوجد محصول لحبة البركة”.
ورغم غياب نسبة المساحات الفعلية للأراضي المزروعة، إلا أن زراعة المحاصيل العطرية شهدت انتعاشاً مقارنة مع السنوات الفائتة التي شهدت احتباساً مطرياً.
وشجع تساقط الأمطار مطلع العام الجاري، المزارعين على زراعة مختلف أصناف المحاصيل العطرية من الكمون والكزبرة وحبة البركة، نظراً لتسويقها بالدولار وأسعارها المرتفعة.
وعادة تزرع المحاصيل العطرية كصنف إضافي غير أساسي بالنسبة للمزارعين، كونها تعتبر مغامرة نظراً إلى تكاليفها الباهظة وحاجتها إلى اهتمام مستمر على عكس المحاصيل الاستراتيجية الأخرى مثل الشعير والقمح والقطن وغيرها.
وتصدرت زراعة الكمون المساحة الأكبر للمزروعات العطرية، حيث بلغ سعر الطن 4800 دولاراً أميركياً حالياً، بعدما كان بداية الموسم يباع بـ 4200 دولاراً، بينما يبقى السعر مرشحاً للارتفاع وفق الطلب، بزيادة الضعف تقريباً عن العام الفائت إذ بلغ سعره حينها 2500 دولار.
بينما شهدت المحاصيل الأخرى تراجعاً في أسعارها، حيث تباع الكزبرة بـ 500 دولار للطن الواحد، بعدما كانت بألف دولار العام الفائت، وفق ما قاله تجار في المنطقة، لـنورث برس.
وعلى بُعد كيلومترات قليلة، شرقي القامشلي، أنهى المزارع حسن العبيد، حصاد محصوله من الكزبرة والكمون، بينما يشكو من ضعف في الإنتاج.
ويقول “العبيد”، وهو يقف في حقله لـنورث برس: “نتيجة قلة الأمطار في منتصف الموسم، المحصول تحت الوسط بالنسبة للكزبرة، بينما الكمون فهو جيد نتيجة اعتنائي به وسقايته”.
ويضيف: “بالعموم إنتاج الزراعة البعلية هذا العام كان ضعيفاً، بسبب زيادة المصاريف من اليد العاملة والحصادة والسماد وغيرها”.
ويعمد التجار لتصدير المحاصيل العطرية إلى الدول المجاورة، جراء عدم وضعها ضمن الخطة الزراعية بالنسبة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
بدوره يشير نصر الصالح، وهو صاحب غربال للمحاصيل العطرية شرقي القامشلي، إلى أن محصول الكمون كان “جيداً” بينما الأصناف الأخرى كانت بين “المتوسطة والضعيفة”، بحسب موقع الأرض الزراعي، ومدى اهتمام المزارع بها.
ويقول “الصالح”، الذي استقبل في مستودعاته أغلب محاصيل مزارعي المنطقة الشرقية للقامشلي، إن “محصولي الكزبرة والكمون إنتاجهما أفضل، لكن الحلبة وحبة البركة كانت قليلة من حيث المساحة والإنتاج”.
ويشير إلى أن الأسعار لهذا العام، باستثناء الكمون، كانت غير مرضية للمزارعين، وعلل ارتفاع سعر الكمون، “لزيادة الطلب عليه للتصدير، بينما المحاصيل الأخرى عادة ما تكون للاستهلاك المحلي للدول المجاورة”.