هل تصدق التحليلات.. “المعارضة السورية تشيد بموقف الدوحة تحسباً لسيناريوهات جديدة”؟

غرفة الأخبار- نورث برس

في الوقت الذي ذهبت فيه العديد من التحليلات إلى أن ترحيب قطر بعودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية يكشف تراجعا واضحاً في موقفها، وأن مسألة تطبيعها مع دمشق ليست أكثر من مسألة وقت، راحت المعارضة السورية تشييد بموقفها “الثابت” حيال الشعب السوري، فماذا وراء تلك الإشادة والثناء؟

في إحدى تلك التحليلات قال الخبير في الشؤون السورية ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس، لوكالة “رويترز” في وقت سابق من هذا الشهر، إن “قطر تدرك جيداً أنها خسرت، لكنها تريد أن تكون آخر دولة تطبع مع سوريا”.

وفي أعقاب انعقاد القمة العربية بدورتها العادية الـ32 في التاسع عشر من أيار/ مايو الماضي،  ذهب رئيس الائتلاف سالم المسلط يشيد ويثني على الموقف القطري، قائلاً، إن “دولة قطر الشقيقة أثبتت مساندتها ووقوفها مع الشعب السوري وتطلعاته”.

 فيما نشرت وكالة الأنباء السورية “سانا” في أعقاب القمة أيضاً، “بأن مصافحة تمت بين الرئيس السوري بشار الأسد وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وأن حديثا جانبياً دار بينهما  قبل الدخول إلى قاعة انعقاد القمة العربية في العاصمة جدة”.

وفي السياق ذاته، أعلن رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، خلال تصريح صحفي، أن “بلاده لا تريد الخروج عن الإجماع بشأن عودة سوريا للجامعة العربية”.

عكس التحليلات

ويقول المحلل السياسي السوري، زياد المنجد، من لندن في تصريح خاص لنورث برس، إنه 

“قد يقول قائل إن هذه الإشادة بالدور القطري تأتي لتأمين المعارضة، ملجأً إضافياً في حال أعادت تركيا علاقاتها مع نظام الأسد وقررت تسليم المعارضة له”.

ويضيف المنجد أنهم “قد يستشهدون على ذلك بتسليم تركيا لمعارضي السيسي من الإخوان المسلمين بعد تحسن العلاقات بين أنقرة والقاهرة”.

ويشدد على أن “موقف قطر من النظام السوري لا يزال ثابتاً في رفض عودة العلاقات مع دمشق، رغم تطبيع عدد من الدول في مجلس التعاون الخليجي”، مشيراً إلى أن الموقف القطري “يستحق الإشادة والثناء من قبل أي معارض سوري”.

وفي السابع من أيار/ مايو الماضي، قرر مجلس وزراء الجامعة العربية استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات الجامعة، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها.

وعقّب السياسي السوري، على ما أتى على ذكره آنفاً  أن “المعارضة السورية ليست كلها إخوان مسلمين، ولكنها بالمجمل إخوان وغير إخوان تشيد بموقف قطر الرافض للتطبيع مع نظام الأسد”.

وحتى لو عادت العلاقات بين تركيا و”النظام السوري”، “فلا أعتقد أن تركيا ستسلم الهيكل الأساسي للمعارضة، ولكنها قد تجعل حركتهم مقيدة وقد تسمح لهم بالانتقال إلى مكان آخر قد يكون قطر أو غيرها من الدول”، بحسب المنجد.

ويشدد على أن” إشادة المعارضة بالموقف القطري ليس لها علاقة بأن المعارضة تريد تأمين الساحة القطرية كملجأ لها في حال عادت العلاقات بين دمشق وأنقرة”.

“لا يزالوا يعولون على قطر”

يقول المحلل السياسي السوري تيسير النجار، من القاهرة لنورث برس، إن جزءاً من المعارضة السورية “الإخوان المسلمين” لا يزالوا يعولون على قطر “ولكن حتى قطر قد تحرج من العرب وتطردهم”.

ويضيف النجار أن “المعارضة السورية الأخرى التي لا علاقة لها بالإخوان ولكنها تنسجم معهم، فقد فشلت في إنجاز أي شيء مهم فيما يعملون لأجله”.

ويشير المحلل السياسي إلى أن “المعارضة أحست أن هناك تخلياً عنها من الدول العربية، فسارعت إلى إيجاد مكان لنفسها، وكثرت في الآونة الأخيرة موضوع المؤتمرات، والمقصود فيها خلط الأوراق وإيجاد مكان لنفسها في مستقبل سوريا”.

ويقول النجار: “كان بإمكان المعارضة أن يفعلوا ذلك قبل سنوات ولكنهم لجأوا لذلك عندما أصبح هناك تخلي عنهم وأصبحوا على حافة القضية السورية، وليس لهم أي دور”، ويضيف: “المعارضة خذلت الشعب السوري، وتطرفت لما ترديه تركيا”.

وألمح المحلل السياسي السوري تيسير النجار، إلى أن “هناك مؤتمراً سيعقد قريباً في السعودية وسيخرج قيادة حقيقية تلغي كل المعارضة التي ذهبت إلى كل ما ترديه تركيا، وكانت ألعوبة بيدها”.

إعداد وتحرير: مالين محمد