دير الزور.. انعدام الحدائق العامة يثير استياء سكان

إيمان الناصر – دير الزور

يحاول حمد أن يمنع أخوته من اللعب في الشارع المجاور لمنزله، لكنه يضطر لتركهم، ويرى أنه لو وجدت حديقة كان الأمر خفف من متاعبه ومخاوفه عليهم.

يقول حمد العلي (20عاماً) من سكان قرية حمّار الكسرة 33كم غربي دير الزور، إن بمنطقته بحاجة لوجود حدائق عامة، يمكن للأطفال أن يلعبوا فيها، وكذلك يمكن للسكان الخروج إليها للتنزه قليلاً.

تشهد دير الزور قلة في الحدائق العامة، مع تزايد الحاجة لها، إذ لم يتم إنشاء أي حديقة في المنطقة منذ تحريرها من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، واقتصر الأمر على حدائق داخل حرم الأبنية الرسمية التابعة للإدارة الذاتية.

يرى “العلي” أن وجود الحدائق ضرورياً لمنع الأطفال من اللعب بالشوارع الذي يهدد حياتهم، لا سيما بالنسبة للقاطنين بجانب الطرقات الرئيسية.

ويقول إن وجود حدائق سيخفف من ظاهرة انتشار الأطفال في الشوارع، وستكون مكاناً للترفيه بالنسبة لهم وذويهم.

وينتقد الشاب عدم التوجّه لمثل تلك المشاريع من قبل الإدارة الذاتية ومنظمات المجتمع المدني، والمنظمات الإنسانية.

وتعاني دير الزور بشكل عام من قلة الحدائق العامة، باستثناء حديقة ضمن بلدية الصعوة في منطقة الكسرة، وأخرى في بلدية محيميدة، ولكنهما حديقتان خاصتان بالبلدية وليستا عامتان.

وتسهم الحدائق بتحسين المنظر الجمالي للقرى والمدن، وإفساح المجال للسكان بالترويح عن أنفسهم، بالإضافة لفوائدها البيئية.

وتشتكي مريم العبد الله (40عاماً)، والتي تسكن في بناء طابقي بمنطقة الصعوة 22كم غربي دير الزور، من عدم وجود مكان عام تذهب إليه رفقة أطفالها.

حديقة الكسرة العامة بريف دير الزور الغربي – نورث برس

وعلى الرغم من وجود نهر الفرات في المنطقة، إلا أن المخاوف من استهداف القوات الحكومية، ومخاوف السكان على أطفالهم تمنعهم من الذهاب إلى هناك.

وترى “العبد الله” أن الحدائق حلاً لمشكلة الترفيه بالنسبة للأطفال وكذلك السكان الراغبين بالخروج للتنزه، لا سيما ممن يسكون الأبنية الطابقية.

ويوافق سامر الأحمد (40عاماً)، من سكان قرية محيميدة 12كم غربي دير الزور، سابقيّه، بضرورة إنشاء حدائق، لتوفير مكاناً آمناً للأطفال وذويهم، ومنح القرى منظراً حضارياً وجمالياً.

ويطالب الإدارة الذاتية والمنظمات العاملة في دير الزور، بإنشاء حدائق عامة، كونها ضرورية.

من جهته، يقول وهاب البشار، وهو مسؤول لجنة الخدمات في ريف دير الزور الغربي، “بالنسبة للحدائق العامة تم وضع مخطط لكل قرية لإنشاء حديقة عامة لها، ولكن حتى الآن لم يتم العمل عليها”.

ويضيف، أن بعض المناطق تم العمل عليها “حسب الإمكانيات لدى البلدية”، كما في الصعوة ومحيميدة والكسرة، و”الحدائق بحاجة دعم مادي كبير، وانعدامها في بعض المناطق، نتيجة الإمكانيات الضعيفة”.

وأشار “البشار” إلى أنه “حالياً لا يوجد أي دعم من أي جهة رسمية للحدائق العامة، أو من قبل المنظمات العاملة في دير الزور”.

وطالب الجهات الرسمية والمنظمات بدعم لجنة  الخدمات من أجل تقديم جميع الخدمات الأساسية منها المياه والحدائق وإعادة التشجير.

تحرير: أحمد عثمان