في النصف الأول من حزيران.. مقتل وإصابة 268 شخصاً في سوريا

سوريا في النصف الأول من حزيران

شهدت سوريا في النصف الأول من حزيران/ يونيو تصعيداً على كافة الأصعدة, حيث ارتفعت حصيلة انتهاكات حقوق الإنسان بنسبة 26% بينما ارتفعت حصيلة الضحايا المدنيين بنسبة 19%, كما تصاعدت حدة التصعيد بين أطراف النزاع بنسبة 109% وذلك بالاعتماد على الزيادة الحاصلة في حصيلة الهجمات بين أطراف النزاع, وارتفعت نسبة نشاط تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بمقدار 66%, وذلك بالاعتماد على تحليل البيانات التي سجلها قسم الرصد والتوثيق في نورث برس ومقارنتها مع الفترة الزمنية ذاتها من أيار/ مايو الفائت.

يتطرق التقرير نصف الشهري لأبرز انتهاكات حقوق الإنسان التي تم توثيقها منذ بداية الشهر الجاري، بالاعتماد على معلومات حصل عليها القسم من شبكة مصادر ميدانية في مختلف المناطق السورية, ويتضمن حصيلة انتهاكات حقوق الإنسان على يد أطراف النزاع من قتل وخطف وتعذيب واعتقال تعسفي بالإضافة إلى القصف العشوائي وكذلك نشاط تنظيم “داعش”.

سجل القسم في النصف الأول من هذا الشهر, مقتل وإصابة 268 شخصاً، منهم 163مدنياً, حيث قضى 66 شخصاً بينهم 6 أطفال و6سيدات، كما أصيب 97 آخرون بينهم 13 طفل و8 سيدات, معظم الأشخاص قتلوا وأصيبوا بطرق خارج نطاق القانون وعلى يد مجهولين وعسكريين ينتمون لأحد أطراف النزاع، وذلك بسبب غياب الرقابة وزيادة الفلتان الأمني وإمكانية الإفلات من العقاب.

ومن ضمن الرقم المسجل، 15 شخصاً قضوا وأصيبوا بسبب مخلفات الحرب المنتشرة, حيث فقد 6 أشخاص حياتهم وهم 2 رجل و2 طفل و2 عسكري, وأصيب 9 بينهم 1 رجل و4 أطفال و1 سيدة و3عسكريين .

بينما بلغ عدد الضحايا العسكريين، 105عنصراً, 70 قتيل و35 مصاباً, وتتوزع الحصيلة في مناطق سيطرة القوى الأربع, ففي صفوف القوات الحكومية قتل 39 شخصاً وأصيب 24 آخرون, وقضى 17 عناصر من قوات سوريا الديمقراطية وأصيب 7 آخرون, كما قتل 3 من عناصر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً), وقتل 5 عناصر من فصائل المعارضة الموالية لتركيا وأصيب 1 آخر, بالإضافة إلى مقتل 6 عناصر من الجنسيات الغير سورية وأصيب 3 آخرون.

ومعظم العسكريين هم ضحايا للتصعيد الأخير بين أطراف النزاع الذي ارتفع بنسبة 109%, حيث تعرض 32 موقعاً للقوات الحكومية للقصف بـ38 ضربة, 31 منها من قبل هيئة تحرير الشام استهدفتهم بـ35ضربة, كما تعرضت بـموقع عسكري لها للقصف الإسرائيلي بـ3 ضربات في دمشق، بينما قصفت القوات الحكومية 93 موقعاً لهيئة تحرير الشام بـ 233 ضربة، كما قصفت روسيا 2 موقع لها بضربتين، وتعرض موقع في مناطق الإدارة الذاتية بمنبج لعشرات القذائف لم يثنى للقسم التأكد من عددها, وقصفت القوات التركية 33 مواقع في شمال شرقي سوريا بـ 93 ضربة, منها 12 بالمسيرات.

على صعيد نشاط تنظيم “داعش” في سوريا ارتفعت نسبة نشاطه في سوريا خلال النصف الأول من حزيران/ يونيو بنسبة 26% ضد المدنيين والعسكريين.

بلغ عدد ضحايا نشاط التنظيم في سوريا, 24 شخصاً قضى منهم 19 شخصاً، وأصيب 5 آخرين، من خلال استهدافهم بشكل مباشر أو عن طريق زرع الألغام.

نفذ التنظيم 5 هجمات، تبنى منها 2, وقضى فيها 16 شخصاً وأصيب 3 آخرون, وتوزعت الهجمات 2 في دير الزور، 1 في كل من حمص والحسكة و الرقة، واستهدف في 2منها المدنيين و2 قوات سوريا الديمقراطية وأخرى ضد الفصائل الموالية لإيران.

أما بالنسبة للحملات الأمنية نفذت “قسد” حملتين أمنيتين اعتقل فيها 3 أشخاص متهمين بالانتماء إلى التنظيم “داعش” وقتل فيها آخر.

اعتقل 147 شخصاً في سوريا خلال النصف الأول من حزيران/ يونيو ، معظمهم من إدلب, حيث اعتقلت القوات الحكومة تعسفياً 15 شخصاً بينهم 2 طفل وهم من الطلاب الوافدين إلى مناطق الحكومة لتقديم امتحانات الشهادة الإعدادية، أما هيئة تحرير الشام اعتقلت 58  شخصاً بينهم 2 سيدة وناشط إعلامي، ومعظم المعتقلين من المعارضين لها والمشاركين في الاحتجاجات وذلك إثر مطالبتها بإخلاء سبيل المعتقلين في سجونها، واعتقلت الفصائل الموالية لتركيا 22 شخصاً بينهم 4 سيدات، منهم بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية وآخرين تم اعتقالهم في رأس العين “سري كانيه” بعد ترحيلهم من الأراضي التركية، بالإضافة إلى 5 أشخاص اعتقلتهم قوات سوريا الديمقراطية بتهم مختلفة.

واعتقلت الاستخبارات التركية  3 أشخاص أحدهم فرنسي الجنسية بعد استلامهم من هيئة تحرير الشام، أما حرس الحدود التركي اعتقل 44 من طالبي اللجوء السوريين أثناء محاولتهم عبور الحدود السورية التركية من بينهم 6 سيدات.

وتسببت فصائل المعارضة الموالية لتركيا بإصابة 12 شخصاً بينهم سيدة, كما سجل القسم 5 حالات لفرض إتاوات من قبل الفصائل على المدنيين بالإضافة إلى حالة استلاء، وأقدمت الفصائل على قطع 750 من الأشجار المثمرة لسكان منطقة عفرين.

ولا تزال اعتداءات قوات حرس الحدود التركي “الجندرمة” ضد طالبي اللجوء السوريين مستمرة, حيث تسببت “الجندرمة” خلال النصف الأول من الشهر بإصابة 51 شخصاً أثناء محاولتهم عبور الحدود السورية التركية بطريقة غير شرعية،  بالإضافة إلى قتلها لشخص أثناء حراسته لأرضه الزراعية القريبة من الحدود التركية شمالي قرية عزمارين بريف إدلب, وتسببت أيضاً بقصفها على شمال شرقي سوريا بمقتل22 شخصاً بين مدني وعسكري بينهم سيدة, وإصابة 23 آخرين.

ومن المتوقع أن تزداد وتيرة الانتهاكات في سوريا حتى نهاية الشهر, بسبب تأجج الصراع بين أطراف النزاع, لذا على أطراف النزاع القيام بواجبتها والتزاماتها بحماية المدنيين ومنحهم حياة كريمة وعدم الاعتداء عليهم ومعاملتهم بشكل مهين يحط من كرامتهم, والعمل على الحد من حوادث الاعتقال والإخفاء القسري.