ناشطون في مؤتمر بروكسل يتحدثون عن “تهميش واضح” لشمال شرقي سوريا

القامشلي – نورث برس

تحدث نشطاء سوريون ممثلون عن منظمات إنسانية وحقوقية في مؤتمر بروكسل لدعم سوريا، عما وصفوه “إقصاء وتهميش واضح” لمناطق شمال شرقي سوريا في المؤتمر، لتجسد “تمييزاً كبيراً” بين المكونات السورية ومناطقها.

وبدأت الخميس أعمال اليوم الثاني من مؤتمر المانحين بنسخته السابعة في العاصمة بروكسل لدعم السوريين، حيث خصص اليوم اجتماع على مستوى وزراء الخارجية لدول الاتحاد الأوربي وأخرى شرق أوسطية بما فيهم الأردن والعراق.

ويتمثل الهدف الرئيسي لمؤتمر بروكسل كما حال المؤتمرات السابقة في ضمان استمرار الدعم للشعب السوري، سواء في داخل البلد أو في دول اللجوء.

وفيما من المفترض أن يشارك في المؤتمر ممثلون عن منظمات المجتمع المدني وغير الحكومية الناشطة في سوريا والمنطقة، قال عزالدين صالح، المدير التنفيذي لرابطة “تآزر للضحايا”، إن عدد كبير من المدعوين من داخل سوريا لم يتمكنوا من الحضور، في حين كان من المهم أن يكونوا متواجدين لتوسيع دائرة الحديث عن أوضاع البلد الذي يعاني من أزمة حادة منذ 12 عاماً.

وأشار صالح في حديثه لنورث برس إلى أن إجراءات الحصول على الفيزا والخلل في التنسيق، حالت دون تمكن النشطاء المدعوين من المشاركة،  لا سيما من هم في مناطق شمال شرقي سوريا.

وقال الناشط وهو مشارك في المؤتمر، إن جهود الاتحاد الأوربي في هذا السياق اقتصرت على إرسال الدعوة دون تكثيف الدعم بخصوص الحصول على الفيزا والحرص على وصول المشاركين.

وعدم مشاركة جهات فاعلة على أرض الواقع من شأنه أن يساهم في إبعاد القضايا الإنسانية في تلك المنطقة عن دائرة الاهتمام في هكذا محفل دولي.

وقالت ناشطة مدنية لنورث برس، وهي كانت إحدى المدعوات رسمياً للمؤتمر، إنها تلقت دعوة إلى المؤتمر في وقت ضيق،  بالرغم من أن إجراءات الحصول على الفيزا والسفر تحتاج لوقت أطول بكثير، بسبب الظروف الأمنية وغيرها من العراقيل.

وأعرب الناشطة وهي من شمالي سوريا ورفضت ذكر اسمها، عن خيبة أملها لعدم حضور العديد من زملائها وزميلاتها الناشطين والناشطات وهي من ضمنهم، كان من مهامهم إطلاع العالم على واقع المناطق التي يعملون فيها.

كما وأشارت إلى ما يبدو “سوء التواصل  والتنسيق” بين الجهات الراعية للمؤتمر والأخرى التي من المفترض أن تكون مدعوة.

ولفتت إلى ما وصفته “كإنما هي دعوة رفع عتب”، من جانب المنسقين لرعاية المؤتمر.

لكن رغم ذلك، تأمل الناشطة أن يعطي المؤتمر المقبل (الثامن) الفرصة من حيث النوع والكم للفاعلين على أرض الواقع للمشاركة، بما يساهم في خدمة الشعب السوري المنكوب.

من جهته، قال بسام الأحمد المدير التنفيذي لمنظمة “سوريون من أجل العدالة والحقيقة”، إن التهميش كان “واضحاً جداً”، حيث “لم نتلمس أي تركيز على واقع شمال شرقي سوريا، على خلاف المناطق الأخرى التي سلط عليها الضوء من واقع معيشي وملفات إنسانية كبرى.”

وأشار إلى أن العديد من المدعوين من مناطق شمال شرقي سوريا لم يتمكنوا من المشاركة، ليس هم فحسب، بل شمل التهميش جنديرس/ عفرين، وهي أكبر المناطق المنكوبة نتيجة الزلزال المدمر في سوريا.

ونظراً للانتهاكات التي تُمارس في عفرين والحال الذي يعشيه سكان جندريس بعد الزلزال المدمر، افتقر المؤتمر ممثلين فعليين عن تلك المناطق للحديث عن واقع آخر يتعلق بالتمييز والانتهاكات والمخاوف على حقوق الملكية، الذي كان لا بد من تسليط الضوء عليه، بحسب الأحمد.

ويرى الأحمد أنه حتى المشاركين الآخرين في المؤتمر، لاحظوا قلة التركيز وإهمال قضايا شمال شرقي سوريا والتي لا تقل أهمية من حيث الأوضاع الإنسانية عن غيرها من المناطق التي حظيت باهتمامٍ لافت.

وشمل المؤتمر في يومه الأول، جلسات حوارية لمنظمات المجتمع المدني من سوريا وخارجها، وصانعي القرار والشركاء التنفيذيين،  لبحث التحديات الإنسانية وتلك المرتبطة بالقدرة على الصمود التي تواجهها سوريا والمنطقة.

وذهب الأحمد بصفته مدير لمؤسسة حقوقية، إلى أمر قد يكون أبعد من الصدفة، في أن يهمش الكرد على وجه التحديد، وكأنما ثمة إقصاء ممنهج لهم، بحسب كلامه.

وفي ذات السياق، قال ماجد داوي وهو رئيس مجلس إدارة مركز آسو النشطة في شمال شرقي سوريا وإقليم كردستان العراق، إن مناطق شمالي سوريا همشت بشكل كبير في المؤتمر، حيث يقول إنه وزملاؤه قاموا في كل مرة برفع أصواتهم في أعمال المؤتمر لدعم المنطقة ، لكن يبدو أن “أجندات سياسية” حالت دون ذلك.

وتحدث داوي عن حصول الدول التي تستضيف اللاجئين كتركيا ولبنان والأردن على الدعم من خلال المنح المقدمة في هذه المؤتمر والمؤتمرات السابقة، بينما يقصى أكثر من ربع مليون لاجئ في إقليم كردستان من ذلك.

وأشار إلى أن معظم الكلمات والخطابات والمداخلات ركزت على الوضع في غربي البلاد وأوضاع اللاجئين في دول الجوار ما عدا إقليم كردستان، ومناطق شمال شرقي سوريا.

وشدد داوي على أن استمرار التهميش، سيساهم في التهجير والنزوح وحالة عدم الاستقرار في المنطقة.

إعداد: هوزان زبير – تحرير: عكيد مشمش