بسبب توقفها المتكرر.. مطالبات بإيجاد بديل لمحطة مياه علوك

سامر ياسين ـ تل تمر

تملأ حياة عبد العزيز (35 عاماً) دلوها بمياه الشرب الواردة من محطة علوك من منزل جارتها الذي يبعد عنها بضعة أمتار، ولمجرد درايتها بتشغيل محطة علوك وضخ المياه باتجاه بلدة تل تمر تستنفر مع عائلتها لنقل المياه عبر وسائل بسيطة كالدلو والقارورات لتعبئة خزانها وريِّ بعض الورود والأشجار في منزلها.

وتقول “عبدالعزيز” امرأة من سكان بلدة تل تمر تقطن مع زوجها وأطفالها في جانب البلدة الجنوبي، لنورث برس: “منذ ستة أشهر لم أرَ المياه أبداً، نسمع أنه تم تشغيل المحطة وبدأ ضخ المياه، ونرى بعض المنازل في حينا يبدأون بالتعبئة ولكن لم أرها في منزلي قط”.

ولعدم استفادتهم من مياه المحطة، طالب المرأة البلدية والجهات المعنية أكثر من مرة، بضرورة إيجاد حل بديل وسريع لمشكلة المياه في البلدة، ولكن دون جدوى.

يقول الشاب أحمد محمد (25 عاماً) من سكان بلدة تل تمر لنورث برس: “وضع المياه في بلدتنا مأساوي، تأتي المياه يوم واحد وتنقطع أكثر من ستة أشهر، واعتماد أغلب السكان على المياه غير الصالحة للشرب من الآبار التي حفرت سابقاً في البلدة، علماً أن هذه الآبار لا تنفع السكان وليست وسيلة دائمة بديلة عن مياه محطة علوك”.

ويقترح “محمد”، حفر آبار ارتوازية أو أي حلول أخرى لجلب المياه، والاستغناء عن محطة علوك، “لأن الضغط على تركيا لضخ مياه الشرب كما السابق بات حلاً غير مجدٍ، وستستمر هذه المشكلة والمعاناة لدى السكان بدون إيجاد بديل” حسب تعبيره.

الخزان بعشرة آلاف ليرة

وتشكي الستينية وطفة إسماعيل علي، التي تربي أيتام ابنتها في منزلها، من السعر الباهظ لقاء تعبئتها لمياه الشرب من الصهاريج الجوالة في البلدة، وذلك بسبب “عدم وصول مياه محطة علوك لمنزلها منذ سنين”، حسب قولها.

وتقول “علي” لنورث برس: “طالبنا مراراً وتكراراً الجهات المعنية لإيجاد حل لنا، ولكن لا آذان صاغية، ويجب عليهم حفر آبار خاصة بالبلدة لتغطيتها بمياه الشرب لأن المصروف الزائد لقاء تعبئة الخزانات بشكل متكرر يثقل كاهلي ولا أستطيع على تأمين النقود بشكل دائم”.

وقالت الرئيسة المشتركة لقسم المياه في “بلدية الشعب” في بلدة تل تمر، حمدية حسين، لنورث برس: “نحن نعلم جيداً أن السكان يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول المياه في هذه الفترة، وخاصة أن محطة علوك هي المصدر الأساسي والوحيد للمياه في هذه البلدة، وفي حال توفرها تكون حصة البلدة يوم واحد في الأسبوع فقط، لذلك لا تصل المياه بشكل كامل لكل المنازل والسكان”.

وأضافت: “ضخ المياه ضعيف من المحطة ويتم التلاعب بكمياته بشكل مستمر من قبل الحكومة التركية، لذلك نعلم أن بعد دخول القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها لتلك المنطقة لم تعد هذه المحطة مجدية، ونبحث عن حل بديل لهذه المحطة والاستغناء عنها”.

وأشارت أنهم ومن خلال النقاشات المستمرة والاجتماعات مع بعض المنظمات تم طرح مشروع خاص ببلدة تل تمر “لحفر ثلاثة آبار في منطقة قريبة من البلدة لم يتم تحديدها بعد، لأنهم بانتظار الخبير المختص بالمياه الجوفية للبحث عن مكان جيد لحفر الآبار وإيصال المياه للبلدة، وذلك لإنهاء مشكلة المياه كلياً”، حسب تعبيرها.

وقالت: “خلال مدة أقصاها ثلاثة أشهر سيتم إيجاد البديل عن محطة علوك بالنسبة لبلدة تل تمر فقط وحفر آبار جديدة وإيصالها لخط مياه الشرب الرئيسي الذي يغذي البلدة وريفها”.

تحرير: تيسير محمد