منبج.. مزارعو الخضروات الصيفية يصفون زراعتهم بـ “المغامرة”

مريم تلرفيدي – منبج

تردد ناصر بزراعة أرضه بالخضروات الصيفية هذا العام، لكنه مجبر على ذلك لتعويض خسارة تعرض لها في الموسم الشتوي، وما يثير مخاوفه مشاكل قلة الدعم بالمحروقات وقلة مياه الري.

يقول ناصر إبراهيم (35عاماً)، وهو مزارع من ريف منبج، شمالي سوريا، إن الخضروات الصيفية تبقى “مغامرة”، لأنها وفق رأيه، أكثر عرضة للتلف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، خاصة إذا لم تتوفر لها مياه الري الكافية.

إذ إن هذه الزراعات تحتاج إلى جهد أكبر من المزارع للحفاظ على ديمومتها بسبب الظروف الجوية وقلة الدعم.

يعاني المزارعون في ريف منبج الكثير من المشكلات التي تمثل “كابوساً مستمراً” لهم، وتتلخص هذه المعاناة في نقص مياه الري وعدم توفر الكهرباء، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج التي لا تتناسب مع سعرها، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الأسمدة وانعدامها أحياناً وارتفاع أجور النقل.

ويرى “إبراهيم” أن الزراعات الصيفية من الخضروات غالباً ما تكون “قليلة الإنتاجية”، وهي أقل من احتياجات السوق المحلية، وكثيراً ما تكون جيدة بالنسبة للمزارع خاصة، مثل (البامية والملوخية والفليفلة والخيار والبندورة).

وما يشجعهم على زراعة هذه الأصناف أنها غالباً تحقق أسعار بيع جيدة تعود بالفائدة عليهم.

كذلك يقول مصطفى خضور (47عاماً)، وهو مزارع خضروات صيفية، في ريف منبج، إن غالبية المزارعين يعانون من أحوال معيشية “قاسية”، وقلة منهم يمكنهم الزراعة صيفاً بسبب ارتفاع مستلزمات الإنتاج خاصة المحروقات والأيدي العاملة وأجور النقل.

كذلك عدم توفر المياه بكميات كافية، ومخاطر تسويقها بسعر جيد، وتحكم سماسرة “سوق الهال” بمنتجاتهم وشرائها بسعر أقل من التكلفة.

ويصف علي وسوف (30عاماً) وهو مزارع من ريف منبج، الزراعات الصيفية بـ “محاولة أخيرة” للمزارعين للتقليل من حجم الخسائر التي لحقت بهم خلال المواسم السابقة، وركيزة أساسية لتوفير متطلبات أسرهم خلال فترة الصيف.

ويشير إلى أن واقع المياه “السيئ” سيجعل من زراعتهم مغامرة لكونها أكثر عرضة للتلف، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وإصابتها بأمراض حشريّة وفطريّة، قد يعجز المزارع عن مكافحتها بسبب غلاء أسعار المبيدات.

ويطالب مزارعون بضرورة تأمين المستلزمات اللازمة لسقاية محاصيلهم من الخضار الصيفية هذا الموسم، إضافة إلى زيادة فترة التغذية الكهربائية للآبار.

عِلماً أن أهم الصعوبات التي تواجه المزارعين في الريف المنبجي، والتي تعيق تنفيذ خطة الزراعات الصيفية، هي ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي، وعدم توفر كمية المازوت اللازمة، وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة.

تحرير: أحمد عثمان