مهرجان مسرحي في الجزيرة.. يرصد الواقع السوري

القامشلي – عباس علي موسى –  NPA
انطلق “مهرجان يكتا المسرحي” في صالة محمد شيخو بمدينة القامشلي (شمال شرق سوريا)، بنسخته الرابعة عقب دحر تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” و الذي بدأ فعالياته في السابع والعشرين من شهر أذار/ مارس 2019، وشهِد إقبالاً كبيراً من قبل الجمهور.
جاء تنظيم المهرجان من قبل “كومين المسرح” التابع لحركة المجتمع الديمقراطية (العمود الفقري للإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا،) كإحدى المهرجانات الدورية السنوية التي تقام في المنطقة.
و تعود تسمية المهرجان بـ “يكتا” نسبة للمسرحيّ الكرديّ الذي أضرم النار بنفسه في يوم المسرح العالمي في السابع والعشرين من آذار 2004 في ساحة سعدالله الجابري بمدينة حلب (شمال البلاد)، بعد تقديمه عرضاً مسرحيّاً، وذلك تنديداً باعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني PKK من قبل السلطات التركية.
وقد استمرت فعاليات المهرجان لعشرة أيام، متضمنة تسعة عروض مسرحية من شمال سوريا، ومنها عرض لمدينة الرقة بعنوان “ليلة الميلاد” الذي افتتح به المهرجان، وتناول موضوع التطرف والعنف في ظلّ تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”.
 جوان محمود، أحد الحاضرين في المهرجان، وصف إقبال الحضور لوكالة “نورث بريس”، بأنه كان “كثيفاً”، معلّلاً حضوره بأنّه “يحب مشاهدة شيء جديد، عدا أخبار الحرب”.  
من جانبه قال الرئيس المشارك لكومين المسرح في شمال سوريا، محمد أشرف، لوكالة “نورث بريس” بأن “المسرح هو جواب على الظلم والعنف وبذلك يزيح ستارة سوداء، لأنّ على الفنّ والمسرح أن يكون بمستوى الانتصارات العسكرية على الأرض”.

تناولت العروض قضايا مختلفة تركزت حول الفقدان والعنف، والأمل، و العروض المشاركة  كانت لفرق مسرحية محلية، وتم تأدية المسرحيات باللغات الكردية والعربية.
وعُرض في المهرجان مسرحيات مثل “ليلة الميلاد”، “دون كيشوت”، “جبل الكرد”، و “المرأة الوحيدة”.
ومن جانبه أوضح المخرج السينمائي شيرو هندي لوكالة “نورث بريس” بأنه “من خلال الفن وخاصة المسرح يتم التعبير عن مشاعر و أحاسيس الأشخاص الذين عانوا من العنف وفقدوا أعزاء على قلوبهم في الحرب ضد الإرهاب”.
 والجدير بالذكر أن القامشلي، هي مدينة ذات غالبية كردية في شمال شرق سوريا، بُنيت عام 1926 وتضم خليطاً من الكرد والعرب والسريان والأرمن والآشوريين، وتقع المدينة على الحدود مع تركيا، وللمدينة أهمية استراتيجية كونها تعدّ مركزا سياسيا واقتصاديا لمناطق شرق الفرات.