بعد سنوات من المكوث.. لاجئون عراقيون بمخيم الهول يشدون رحالهم تجاه بلدهم

الحسكة – نورث برس

غادر مئات اللاجئين العراقيين، الأحد، مخيم الهول شرقي الحسكة متجهين صوب بلادهم بعد سنوات طويلة على مكوثهم في ذلك المخيم.

وهذه الرحلة حُضر لها في 16 أيار/مايو الفائت، لكن تم تأجيلها قبل الموعد المحدد بيومين من قبل الجانب العراقي دون الكشف عن الأسباب، بحسب تصريح سابق لإدارة المخيم.

كما وغادر الوفد العراقي الذي أشرف على عملية تنظيم الرحلة واختيار العوائل من المخيم، أمس السبت، بعد استكمال كافة الإجراءات المطلوبة، لتتمّ عملية المغادرة فعلياً اليوم عصراً.

وقال مصدر في إحدى المنظمات العاملة في المخيم ممن أشرفوا على عملية الخروج، “غادرت دفعة من العائلات العراقية مخيم الهول بعد انتظارهم في قسم الاستقبال لنحو 24 ساعة لحين استكمال كافة الإجراءات المطلوبة لعملية الخروج”.

وأضاف أن الدفعة الجديدة التي تمّ تنظيم خروجها تألفت من 168 عائلة، وبلغ أفراد هذه العوائل ما يقارب الـ 658 شخصاً.

وبحسب مصادر إعلامية، يتم استقبال العراقيين العائدين من مخيم الهول في مخيم الجدعة الواقع جنوب مركز مدينة الموصل بمحافظة نينوى الواقعة شمال غرب العراق.

وضمن هذا الصدد وفي منتصف نيسان/ أبريل الفائت، قالت وزارة الهجرة العراقية إن “معدل العوائل العراقية العائدة من مخيم الهول بلغ 150 عائلة، بعد إنجاز عملية التدقيق من مستشارية الأمن القومي وجهاز الأمن الوطني العراقي”.

ويُذكر أن ثلثي عدد القاطنين في مخيم الهول في شمال وشرق سوريا، الذي يعتبر أحد أخطر التجمعات في العالم، هم من حاملي الجنسية العراقية، إضافة إلى عائلات أجنبية وأطفال من مختلف جنسيات العالم يبلع عددهم اجمالاً حوالي50 ألف شخص.

وتبدأ مهام وزارة الهجرة “بوصول العوائل إلى مركز التأهيل المجتمعي في مخيم الجدعة، ثم إعادتهم لمناطقهم الأصلية عقب إتمام عملية التأهيل”، بحسب وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية إيفان فائق جابرو.

ويقع مخيم الجدعة في محافظة نينوى المحاذية شمال غربي البلاد للحدود السورية، وهو المكان الذي ينقل إليه العراقيون العائدون من الهول قبل توزيعهم على مناطقهم الأصلية بعد إجراءات أمنية وفق خطة حكومية تم وضعها.

وفي تصريح سابق لوزارة الهجرة والمهجرين العراقية لنورث برس منتصف شهر تشرين الأول/ أكتوبر، قالت إن العدد الإجمالي للعائلات العراقية العائدة من مخيم الهول في شمال شرقي سوريا، بعد خروج آخر دفعة يوم 18 تشرين الأول الفائت، بلغ نحو 925 عائلة.

وفي هذا السياق حول اللاجئين العراقيين، جددت الحكومة العراقية في اجتماع ترأسه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عزمها على إعادة رعاياها من مخيم الهول بشمال شرقي سوريا، حيث ستواصل الجهات الأمنية بالتدقيق في ملف العائدين على دفعات.

وشددت على أن كل عراقي عائد من مخيم الهول، يجب أن يمرّ بمرحلة من “التدقيق الأمني” حيث أن العراق شكل لجنة أمنية تقابل العائلات في المخيمات واحدة تلو الأخرى، ثم يتم نقلهم إلى مناطقهم.

إعداد: جيندار عبد القادر – تحرير: سعد اليازجي