بغداد.. وزير الخارجية العراقي يبحث مع نظيره السوري قضايا أمنية وإنسانية

أربيل – نورث برس

بحث وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ونظيره السوري فيصل المقداد، الأحد، أبرز الملفات السياسية والأمنية المشتركة، فيما سلطا الضوء على الوضع الإنساني في البلد الذي يعاني من أزمات متعددة منذ 12 عاماً.

وصل وزير الخارجية السوري إلى بغداد في زيارة رسمية، يجري خلالها محادثات مع القيادات العراقية، في وقت تخرج فيه دمشق تدريجياً من العزلة الدبلوماسية.

وقال حسين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المقداد أعقاب اجتماع، إن العراق كان له دور بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، متطلعاً في الوقت نفسه إلى تطوير العلاقات بين البلدين على مختلف الأصعدة.

وقال حسين إن المباحثات مستمرة مع دمشق لكيفية التعامل مع الوضع الإنساني “الصعب” في سوريا.

ومن المنتظر أن يلتقي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.

وركز الوزير العراقي مع الجانب السوري بحسب ما جاء في حديثه، على العمل المشترك بين العراق وسوريا لمحاربة تجارة وحركة المخدارت.

وتأتي زيارة فيصل المقداد بعد موافقة جامعة الدول العربية على إنهاء تعليق سوريا عن التكتل المكون من 22 عضواً، مما أعاد دمشق إلى الحاضنة الإقليمية بعد سنوات من الحرب.

وقال حسين إن التحرك في المرحلة القادمة بالشأن السوري سيكون حول المسائل الإنسانية.

من جهته قال المقداد إن دمشق تتطلع إلى أفضل العلاقات الاستراتيجية وفي مختلف المجالات مع بغداد.

ووصف المقداد اجتماعه مع حسين بـ”الممتاز”، مشدداً على أن سوريا والعراق تقفان موقفاً واحداً فيما يتعلق بالتحديات المشتركة.

وظل العراق حليفًا لدمشق طوال فترة المقاطعة العربية الأوسع، ولم يقطع العلاقات أبداً وحافظ على تعاون وثيق خلال الأزمة في سوريا، بينما كان لتواجد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على جغرافيا البلدين عاملاً مشتركاً بينهما.

ودعا المقداد إلى إنهاء ما وصفه بـ”الاختلالات” وخاصة  في ظل وجود “التنظيمات الإرهابية” في شمال غربي سوريا، وكذلك “الاحتلال الأميركي” في شمال شرقها.

وأعرب المقداد عن أمله في العمل “سويةً” لمحاربة “الإرهاب” والقضاء على خطر المخدارت من خلال التعاون والتنسيق بين البلدين.

ويشترك البلدان في حدود صحراوية يسهل اختراقها بطول 600 كم، والتي كانت إحدى أبرز عوامل انتشار تنظيم “داعش” على مساحات شاسعة من البلدين في عام 2014، وأعلن “خلافته” قبل هزيمته في عام 2017 في العراق وفي عام 2019 بسوريا.

هذا وسلط المقداد الضوء على  العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الدول الغربية على دمشق، واصفاً إياها بـ”اللاأخلاقية”، وقال: “نريد إقناع الآخرين بأن أسلوب العقوبات لا يحكم العلاقات بين الدول.”

وصوتت جامعة الدول العربية في مطلع شهر أيار/ مايو الفائت، على إعادة قبول سوريا بعد تعليقها في عام 2011 بسبب قمع الأسد للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية التي تحولت لاحقاً إلى أزمة خانقة.

وفي ذلك الوقت، كان العراق قد امتنع عن التصويت الذي أدى إلى تعليق دمشق.

وبالإضافة إلى التنسيق الأمني، تشترك بغداد ودمشق بملف المياه، حيث يواجه كلا البلدين نقصاً خطيراً، بسبب دولة المنبع تركيا، لكن ذلك لم يذكر في المؤتمر الصحفي بين الوزيرين.

إعداد وتحرير: هوزان زبير