“حماية الموسم واجب علينا”.. نساء يحمين المحاصيل الزراعية بين الحسكة والقامشلي
نالين علي ـ الحسكة/ القامشلي
تقف سارة تحت أشعة الشمس ولساعات طويلة خلال فترة الظهيرة, تحرس المحاصيل الزراعية على طريق العام بالمدينة, خوفاً من أي حريق قد يلتهم الموسم الزراعي.
سارة حسين (40عاماً) من سكان قرية زركان/ أبو راسين التابعة لمدينة رأس العين, وتقيم في مخيم واشوكاني في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا, تصف شعورها وهي تحرس المحاصيل الزراعية بـ”الجميل”.
وتقف “حسين” رفقة نساء أخريات، على الطريق العام الواصل بين مدينتي القامشلي والحسكة، يراقبن المحاصيل الزراعية وتمنعن أحداً من الاقتراب منها أو رمي أعقاب السجائر أو ما شابه، من المواد التي قد يسفر عنها حريق في المحاصيل.
ورغم أنها لا تملك أرضاً ولا تعنى بالمحصول بشكل مباشر، “لكن حماية المحاصيل الزراعية واجب على أبناء المنطقة”, تقول “حسين” لنورث برس.
وتضيف: “في حال تأذى الموسم ولحقه ضرر, سيؤثر ذلك على الجميع, لأن المنطقة هنا زراعية والجميع يعتمد على الموسم الزراعية”.
ولأنها خارج مدينتها وتقيم في مخيم للنازحين، وتعاني وغيرها من وضع اقتصادي صعب جداً، “لذلك نحن أكثر الأشخاص تضرراً في حال لحق أذى في الموسم الزراعي لهذا العام”.
ونهاية الشهر الماضي، اشتعلت نيران قوية، بأحد بيادر القمح وأجزاء من أراض زراعية مجاورة للبيدر مما أدى إلى احتراقها بشكل كامل في إحدى بلدات الريف الشرقي من دير الزور، شرقي سوريا.
والشهر الماضي أيضاً، اندلعت, حرائق عدة والتهمت مساحات واسعة من أراض زراعية مزروعة بمادة القمح قُدرت بنحو/٢٣٠/ دونم بمناطق عدة بريف كوباني, إضافة إلى نحو /٣٠٠/ دونم كانت محصودة فاحترقت بقايا الحصاد فقط.
وتقف لافا عبد العزيز، وهي شابة في العشرين من عمرها، لساعات متواصلة خلال فترة الظهيرة تراقب المحاصيل الزراعية على الطريق العام الواصل بين قامشلي والحسكة، وتحرسها لمنع لحاق أي أذى فيها.
وتستذكر الحرائق التي طالت المحاصيل في أعوام سابقة، وما نتج عنها من خسائر في المحاصيل، وانتشار للبطالة وقلة في المردود الاقتصادي.
ولذلك كله رأت “عبدالعزيز”، أن من واجبها كغيرها من النساء، حماية المحاصيل الزراعية من أي طارئ قد يلحق بها.
وقالت غزالة داوود، إدارية وحدات حماية المجتمع _ المرأة, لنورث برس، إنهم ومنذ قرابة شهر يقومون بحراسة المحاصيل الزراعية وبشكل دوري, موزعين على شكل مجموعات, تقوم كل مجموعة بالانتشار في طريق ومراقبة الموسم الزراعي.
ومن مهام وحدات حماية الجوهرية_ والمرأة, حماية المدن والقرى, ويقع على عاتق كل شخص ينضم تحت سقف هذه الوحدات, حماية الحي أو القرية التي يعيش فيها.
وأضافت “داوود “: “واجبنا حماية ممتلكات السكان الخاصة بالمنطقة, ومنع الضرر عنها”. وأشارت أنهم يقومون بحراسة المحاصيل الزراعية في الصباح وحتى قرابة الساعة السادسة عصراً, فيما يتم أيضا إخراج دوريات مسائية من قبل الشباب”.