دير الزور.. مستخدمو أنترنت يدفعون مبالغ طائلة لاشتراك بإنترنت رديء

ماهر مصطفى – نورث برس

بحكم عمله في صيانة الموبايلات، وتواصله مع زبائنه، يحتاج حليم، إلى الإنترنت إلى حد كبير، لذا يحرص على توفر الإنترنت بجودة جيدة، إذ أن ضعفه يؤثر على عمله.

يشتكي حليم عبد الوهاب (35عاماً)، وهو من سكان مدينة هجين بريف دير الزور الشرقي، ويعمل بصيانة الهواتف الذكية، من ضعف شبكة الإنترنت، التي تُجبره على مضاعفة وقته لإنجاز عمله، “العمل الذي يتطلب دقائق لإنجازه، يستغرق معي ساعات في غالب الأحيان، بسبب ضعف شبكة الإنترنت”.

ويستاء الرجل كما غالبية سكان دير الزور، من ضعف و”رداءة” الإنترنت، حيث تعتمد غالبية أعمالهم عليها، لعدم وجود شبكة اتصال للتغطية السورية، وتعرقل تراجع جودة الشبكة أعمال سكان.

تواصل “الوهاب” مع صاحب الشبكة عدة مرات، لمعرفة سبب ضعفها، كانت الحجة أن باقته 1 ميغا “طبيعي تكون ضعيفة”، ليضطر للاشتراك بـ 2 ميغا بسعر 15 دولاراً أمريكياً، “لكن لاتزال الشبكة رديئة جداً”.

ويطالب الرجل أصحاب القرار بإيجاد حل جذري للمشكلة، التي تتسبب بإيقاف حركة العمل بشكل كبير.

ويعتمد سكان دير الزور، في منازلهم على الإنترنت الفضائي، فيما يعتمد بعضهم على شبكة “آرسيل” أثناء تنقلهم، وابتعادهم عن المنازل، وبات يشتكي غالبية مشتركي الشبكة التي تعمل بشرائح في الهواتف المحمولة من تراجع جودتها “بشكل كبير”.

ومؤخراً، نظّم سكان بلدات بدير الزور عدة وقفات احتجاجية، بسبب ارتفاع سعر باقات الإنترنت، ورداءة الشبكة، موجهين “اتهامات” لمسؤولين نافذين باحتكار الشبكات وترخيصها لمقربين منهم.

ويطالب سكان ريف دير الزور الجهات المسؤولة في الإدارة الذاتية، بالتدخل وإيجاد حلول لمشكلة غلاء ورداءة شبكات الإنترنت، مقارنة مع مناطق الرقة والحسكة.

يقول خالد الصالح (29عاماً) من سكان بلدة الشنان بريف دير الزور الشرقي، الذي يعمل مصوراً فوتوغرافياً، وينشر عبر صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه يعاني “بشكل كبير” من رداءة الشبكات التي تؤخر عمله، رغم أنه يدفع 10 دولارات لـ “الميغا” الواحد شهرياً.

ويضيف لنورث برس، أن غالبية سكان المنطقة يعانون “رداءة الإنترنت”، “في البلدة ثلاث شبكات محلية، جميعها أسعار باقاتها مرتفعة، وهي ضعيفة جداً، ناهيك عن غيابها نهائياً بعض الأيام، بحجة عطل في الكبل الضوئي أو في الأجهزة، وغيرها”.

بينما يقول أحمد الراشد، وهو صاحب شبكة إنترنت، من سكان بلدة الطيانة بريف دير الزور الشرقي، إن “أسعار باقات الإنترنت تختلف بين أصحاب الشبكات، فسعر الباقة المنزلية بسرعة 1 ميغا للراوتر المنزلي، لجوال الواحد يبلغ 5 دولار، وقد تصل السرعات إلى 5 ميغا ضمن المستطاع”.

ويضيف لنورث برس: “سبب ضعف الشبكات، هو انعدام البنية التحتية، واستجرار الإنترنت من مسافات بعيدة، باستخدام هوائيات لاسلكية، لعدم توفر كبل ضوئي يربط المنطقة بمخدم الإنترنت”.

وسوء الخدمة وارتفاع الأسعار جميعها بيد المزود الوحيد لشبكات الإنترنت في شمال شرقي سوريا “شركة فالين”، على حد قوله.

ويرى “الراشد” أن الحل الجذري لرداءة الإنترنت وانخفاض أسعار الباقات، “تخديم المنطقة ببنية تحتية حسب احتياجها، وخاصة الكبل الضوئي، بما يساهم بالاستغناء عن الهوائيات”.

وفي وقت سابق، أكد مسؤولو الاتصالات بمجلس دير الزور المدني، على تحسين جودة الإنترنت والكلفة الباهظة التي يتحملها مستخدمو الشبكات في غضون أشهر، إثر حالة الاستياء الشعبي، لدى المستخدمين بدير الزور ومطالبتهم بإيجاد حلول.

وفي الثاني والعشرين من أيار/ مايو العام الفائت، أعلنت مديرية الاتصالات في مجلس دير الزور المدني، عن بدء مشروع زيادة وتحسين تغطية الإنترنت في دير الزور بدعم من برنامج “سبل العيش” في سوريا، الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إلا أن الشبكة لا تزال على حالها إذا لم تكن للأسوأ، بحسب سكان.

تحرير: أحمد عثمان