دلسوز يوسف ـ القامشلي
يتجول التاجر محمد، بين مجموعة من السيارات الأوروبية ضمن ساحة لإحدى المعارض في مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، حائراً وسط حالة ركود أصابت سوق السيارات خلال الأشهر الأخيرة.
يقول محمد حسين (35 عاماً)، شاكياً من تدهور حركة السوق: “حركة البيع مشلولة، ارتفعت أسعار السيارات ما بين ألف وألفي دولار بحسب سنة التصنيع’’.
ويوضح التاجر الذي ينحدر من دير الزور شرقي سوريا، لنورث برس، أن سيارة السنتافي (نوع سيارة كورية رائجة في مناطق الإدارة الذاتية) سابقاً، كانت تباع بـ 9 آلاف دولار أمريكي بحسب تاريخ صنعها، “حالياً السيارة تباع بهذا السعر أو أكثر لكن ليست بتلك النظافة في هيكلها”.
وتتفاوت آراء التجار حول أسباب جمود حركة سوق السيارات، فبين من يقول إنها بسبب انهيار قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية رغم ثبات الأسعار التي تتم بالدولار، وبين من يرجع السبب لإيقاف استيراد السيارات السياحية.
وفي 24 كانون الثاني/ يناير الماضي، أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، قراراً يقضي بإيقاف استيراد السيارات، إلى مناطقها، لمدة أربعة أشهر، بكافة أنواعها وسنوات صنعها.
وبعد انتهاء المهلة المحددة، أعلنت الإدارة تجديد قرار الإيقاف لمدة أربعة أشهر أخرى، اعتباراً من 22 أيار/ مايو، دون توضيح الأسباب.
ويشير “حسين” إلى أنه في هذه الحالة “سيتضرر المشترون والتجار معاً”. ويضيف: “التجار بلا عمل حالياً. نأتي إلى معارض السيارات نبقى يومين وثلاثة وأحياناً ثلاثة أسابيع ولا نستطيع بيع سيارة واحدة”.
ويقول إن نسبة 50% من المعارض في المنطقة “لم تعد تجني أجار العمال بسبب هذا الركود”.
ويرى الكثير من التجار أن قرار إيقاف استيراد السيارات يعود إلى دخول كميات كبيرة من السيارات السياحية لمناطق الإدارة الذاتية، مما شكل ازدحاماً مرورياً كبيراً في المدن التي لا تستوعب الآلاف منها.
ورغم إيقاف الاستيراد، إلا أن أصحاب المعارض في القامشلي، يشددون على أن الأسعار “بقيت محافظة على حالها، بل على العكس ارتفعت أسعارها بشكل ملحوظ مقارنة مع السابق”.
وداخل معرض آخر في سوق السيارات بالقامشلي، يتبادل بعض التجار أطراف الحديث حول توقف حركة السوق وسط خشيتهم أن يتجه الوضع نحو الأسوأ.
ويشدد محمد الحلبي، وهو تاجر سيارات في القامشلي، على أن أسعار السيارات “باهظة” بموجب إغلاق المعبر، بينما الكثير من السيارات متوقفة ضمن المعارض دون بيعها.
ويرى أن حركة الجمود في السوق ترجع لوقف الاستيراد، فالمشترون يبحثون عن سيارات جديدة، والسماح بإدخالها يحرك السوق”. ويضيف: “حالياً يوجد سيارات لكن ليست على طلب الزبائن، الطلب يكون على سيارات متوسطة ورخيصة”.
وتشهد كراجات معارض السيارات اصطفاف السيارات بجانب بعضها دون وجود زبائن لشرائها، حيث تراجعت حركة العمل بنسبة 80%، بحسب تجار.
وتدخل السيارات الأوربية المستعملة (إدخال) إلى مناطق الإدارة الذاتية، عبر مناطق منبج من مناطق المعارضة الموالية لأنقرة، إلى جانب معبر فيشخابور – سيمالكا مع إقليم كردستان العراق.
ويتأمل “الحلبي” أن يتحرك سوق السيارات مع نهاية المواسم الزراعية التي بدأت مؤخراً، “نحن متضررون بسبب جمود السوق بنسبة 80 % تقريباً”.
وقال لنورث برس: “سابقاً كنا نجلب ونبيع وفق طلب السوق، لكن حالياً الحركة متوقفة نهائياً”.