فرات الرحيل – الرقة
بات محمد يجد صعوبة بتصليح سيارته التي تعطلت منذ نحو شهر ونصف، بعد الارتفاع الكبير بأسعار قطع الغيار، حيث كان يستخدمها لبيع الخضار، أي أنها تدر له دخلاً بالليرة السورية.
ويعجز محمد الحسين (42عاماً)، وهو من سكان بلدة الكرامة شرقي الرقة، عن إصلاح سيارته، التي تعتبر مصدر رزقه الوحيد، إذ أنه لا قدرة لديه على شراء القطع بعد ارتفاع أسعارها، والتي غالباً ما تباع بالدولار الأمريكي.
ويشتكي أصحاب سيارات في الرقة من ارتفاع أجور الإصلاح، وثمن شراء قطع الغيار التي ترتفع مع ارتفاع سعر صرف الدولار، الذي تجاوز حاجز الـ 9 آلاف ليرة.

يعمل “الحسين” على سيارته، ويتجول بين القرى لبيع الخضار، لكن منذ تعطلها بات الرجل عاطلاً عن العمل، إذا لا يتوفر لديه ثمن القطع والإصلاح، والذي يفوق رأس ماله في تجارته.
وتحتاج سيارته لتبديل قطع في المحرك، إلى نحو 500 دولار أمريكي، المبلغ الذي يعجز عن جمعه، لأنه كان يتخذ تجارته مصدراً لإعالة أسرته.
ووفق دراسات، فإن أسرة سورية من 5 أفراد، تحتاج لأكثر من 4 ملايين ليرة سورية، كتكاليف معيشة شهرياً.
كذلك يشتكي حامد السلطان (51عاماً)، وهو من سكان بلدة الكرامة 35كم شرقي الرقة، من ارتفاع أسعار قطع السيارات وكلفة إصلاحها، في الوقت ذاته يشتكي الرجل من تكرار إصلاح العطل ذاته، لتراجع جودة القطع، والتي تكون غالباً باهظة الثمن.
بالإضافة إلى قلة خبرة العاملين في المنطقة الصناعية بالرقة، وغالباً ما يكون السبب بكثرة الأعطال وتكرار إصلاح العطل ذاته، وشراء قطع جديدة.
لكن ما يُثقل كاهل أصحاب السيارات، هو حساب ثمن القطع بالدولار الأمريكي، وارتفاع أسعارها، رغم أن الغالبية منهم يتقاضون أجورهم بالليرة السورية.
يقول “السلطان” لنورث برس: “أرخص قطعة غيار في الصناعة باهظة الثمن، وإذا احتاج لشراء “برغي”، فإنه سيدفع ثمنه 2 دولار على الأقل”.
كذلك ارتفعت أسعار الزيوت، فكان الرجل منذ نحو شهر، يشتري الكيلو بـ 11 ألف ليرة، أما اليوم، فإن سعر الكيلو الواحد نحو 20 ألفاً وأكثر من ذلك.
كما يستاء علي الجاسم، وهو من سكان بلدة الكرامة، ولديه سرفيس يعمل عليه بخط الكرامة-الرقة، من ارتفاع أسعار قطع السيارات، وبحكم عمله الدائم على مركبته فإنها كثيرة الأعطال.

لكنه يعجز أحياناً عن شراء بعض القطع، ويضطر للاستدانة، لا سيما أنه يعمل بأجرة، تعتبر ضئيلة مقارنة بارتفاع سعر صرف الدولار.
يقول لنورث برس، إنه إذا ما اضطر لفحص عطل ما دون تصليحه أو شراء قطع، فإنه سيدفع ما جناه لمدة أسبوع كامل.
لذا يؤجل الرجل، بعض الإصلاحات ريثما ينخفض سعر صرف الدولار قليلاً، حتى يتمكن من الشراء واستبدال بعض قطع سيارته.