إيمان الناصر – نورث برس
يشتكي فيصل من قلة مياه الشرب في منطقته البعيدة عن دير الزور وذات الطبيعة الصحراوية، حيث مناخها يتطلب مزيداً من المياه، للشرب وسقاية المزروعات.
يقول فيصل الحسن (50عاماً)، وهو من سكان منطقة جروان 100كم شمالي دير الزور، إن قلة المياه لديه، أجبرته على العزوف عن زراعة أرضه رغم أنها مصدر رزقه الوحيد، فهو بالكاد يؤمن مياه الشرب.
ورغم افتقاده لمصدر رزقه الوحيد لتأمين احتياجات عائلته المكونة من 8 أفراد، بات يشتري مياه الشرب بـ 10 آلاف ليرة سورية للبرميل الواحد، الأمر الذي يزيد معاناته، في ظل صعوبة الظروف المعيشية والاقتصادية له ولأقرانه.

ويعاني سكان دير الزور بشكل خاص، وسكان مناطق الإدارة الذاتية بشكل عام، من صعوبات اقتصادية نتيجة تدهور قيمة الليرة السورية، لذا بات الكثير منهم يبحث عن أكثر من عمل.
وفي هذا الوقت، باتت معاناة “الحسن” أكبر، لكنها ستُحل إذا ما فُعّلت “آبار التحلية”، التي تُؤمن له مياه الشرب، لاسيما في فصل الصيف، حيث الحاجة الملحّة للمياه، وتمكنه وأقرانه من زراعة أراضيهم.
ويشتكي سكان بادية دير الزور، من عدم تفعيل آبار التحلية، من قبل الإدارة الذاتية والمنظمات الإنسانية، أو حتى دعمهم ليتمكنوا من تفعيلها، الأمر الذي شكّل معاناة لهم.
وكذلك يجد عبدالله الجابر (55عاماً)، وهو مربي أغنام من سكان منطقة صباح الخير 88كم شمالي دير الزور، صعوبة بتأمين مياه الشرب لقطيعه.
ويمتلك الرجل الذي يعيل 11شخصاً، نحو 500 رأس من الماشية، والتي تتطلب كميات من المياه، في الوقت الذي يُشكل شرائها عبئاً عليه.
وفي حال شرائه للمياه فإنه سيدفع مبالغ طائلة، إذ سيستهلك القطيع كميات كبيرة من المياه، ولكن كما سابقه، يرى أن تفعيل الآبار سيحل مشكلته، مشيراً إلى أنه قدم عدة شكاوى ومطالب لتفعيلها “لكن دون جدوى”.
ونتيجة قلة المياه، بات عبد الحميد (48عاماً)، وهو من سكان منطقة مهباش 95 كم شمالي دير الزور، يعتمد على موسم واحد من أرضه، يزرعه بعلاً بالاعتماد على الأمطار.
ويمتلك الرجل مساحة واسعة من الأراضي الزراعية، كان يرويها في سنوات سابقة، من مياه الآبار، ويزرعها بمختلف المواسم، أما الآن فإن إنتاج أرضه يعتمد على كمية هطول الأمطار خلال فصلي الشتاء والربيع.
ويعجز عبد الحميد عن حفر بئر بمفرده، بسبب تكلفته العالية، وصعوبة ظروفه المعيشية والاقتصادية، لذا يطالب الإدارة الذاتية بإيجاد حلول وحفر آبار، “على الأقل لتأمين مياه شرب”، إذ يرتفع ثمن البرميل الواحد نتيجة نقلها بالصهاريج وبُعدها عن نهر الفرات ومحطات المياه.
من جهته يقول محمد الحسين، وهو المسؤول في مكتب التخطيط التنظيمي في اتحاد الفلاحين بدير الزور، إن آبار التحلية مهمة لسكان البادي، وتمت مناقشة الموضوع خلال الفترة الماضية.
وأضاف، أنهم وجهوا نداء للمنظمات الإنسانية، التي تعمل في المنطقة بهدف تنفيذ مشاريع آبار التحلية في بادية دير الزور، على تكون موزعة بشكل عادل، حسب حاجة كل منطقة.
وأشار إلى أنه تم حفر آبار في جروان، لكنها مالحة ولم يتم تفعيلها لخدمة السكان.
ولآبار التحلية في منطقة البادية فوائد منها اختصار معاناة السكان من مزارعين ومربي ثروة حيوانية، حيث ستوفر لهم مياه الشرب، كما أنها تُسهم بدعم اقتصاد المنطقة.