دير الزور.. أوضاع مأساوية يعانيها النازحون في المخيمات العشوائية

إيمان الناصر – دير الزور

كلّ خلف من البحث عن عمل، يجني منه بعض المال يساعده في مصروف عائلته النازحة بدير الزور، في ظل حاجة الرجل للمال لتأمين بعض مصاريفه، لا سيما في ظل قلّة الدعم وإهمال المنظمات الإنسانية لهم.

يقول خلف العكلة، النازح في مخيم محيميدة 12كم غربي دير الزور، منذ 5 سنوات، إنه يعمل يوماً ويجلس في المنزل 10 أيام، في دلالة إلى قلة فرص العمل.

لكن ما يؤرق رب العائلة المكونة من 7 أشخاص، غالبيتهم من الأطفال، مسألة تعليم أطفاله، إذ أن التعليم مهمل كما باقي الخدمات في المخيم الذي يقطنه، وينشأ أطفاله كما أقرانهم في المخيم بلا تعليم، لعدم وجود مدارس.

ويعاني نازحو المخيمات العشوائية في دير الزور من نقص شديد بجميع الخدمات، وخاصة الطبية بالإضافة إلى قلة مياه الشرب في فصل الصيف، والمساعدات الإغاثية، وانعدام المدارس.

ويطالب نازحون التقت بهم نورث برس، بالاهتمام في النازحين وتقديم الخدمات لهم، في ظل قلة فرص العمل والمساعدات، وارتفاع تكاليف المعيشية المترافق مع انهيار قيمة العملة المحلية.

وزاد من معاناة النازحين، إغلاق معبر سيمالكا حتى إشعار آخر، والذي أسهم في ارتفاع أسعار السلع الغذائية، وغيرها من السلع.

بينما تعاني وضحة المحمد (40عاماً)، وهي نازحة في مخيم حوايج ذياب العشوائي 15كم غربي دير الزور، من نقص في مياه الشرب، وارتفاع سعر البرميل الواحد، حيث يشترونه بـ 5 آلاف ليرة.

وعلى الرغم من شراء المياه بسعر مرتفع، إلا أن المرأة تشتكي من تلوثها، في الوقت الذي يحتاج فيه النازحون المياه للشرب والاستخدام المنزلي، خاصة مع حلول الصيف وارتفاع درجات الحرارة.

وتطالب “المحمد”، بتمديد شبكة مياه إلى المخيم، لحل المشكلة بشكل نهائي وتخفيف معاناة النازحين.

بالإضافة لما يعانيه سابقيّه، يشكو أحمد البدر (48عاماً)، وهو نازح في مخيم حوايج ذياب 15كم غربي دير الزور، منذ 7 سنوات، من عجزه عن تدبّر مصاريف عائلته المكونة من 6 أشخاص.

إذ تتزامن قلة المساعدات الإغاثية للنازحين، مع ارتفاع “جنوني” في الأسعار، بعد انهيار قيمة الليرة السورية، التي لامست حاجز 9500 ليرة للدولار الواحد مطلع الشهر الجاري.

ويطالب الرجل بتدخل الإدارة الذاتية ودعم النازحين، ومساعدتهم في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي تمر بهم.

من جهته يقول محمد حسين العميري، وهو الرئيس المشارك للجنة الشؤون الإنسانية في دير الزور، إن “المخيمات العشوائية الموجودة في دير الزور بحاجة دعم من جميع النواحي خصوصاً في ظل ارتفاع الأسعار وتدهور قيمة الليرة السورية”.

ويضيف لنورث برس، أن “هناك احتياجات للنازحين مع دخول فصل الصيف، مثل ألبسة صيفية للأطفال، وتأمين طاقة شمسيه لتوفير الكهرباء، ورش المبيدات الحشرية فيها، وتأمين نقطة طبية، بالإضافة لتوزيع حاويات نظافة”.

وأشار إلى أن المخيمات العشوائية في دير الزور “يتم دعمها من قبل عدة منظمات لتحسين أوضاع النازحين، يرتكز عملها على تأمين مياه الشرب، ومساعدات إغاثية (كرت مول)، فيما تدعم منظمة واحدة، التعليم في بعض المخيمات، وهناك منظمات تقدم خدمات حول التوعية الصحية”.

وفي دير الزور، مخيم “أبو خشب” وهو المخيم الوحيد المسجل لدى الإدارة الذاتية، وفيه 10345 فرداً، بالإضافة لـ 7 مخيمات عشوائية في ريف دير الزور الغربي وتحوي ما يزيد على 2600 عائلة.

تحرير: أحمد عثمان