جسور مدمرة ومطالب دون استجابة.. مزارعون شرقي الرقة لا يصلون إلى أراضيهم
فرات الرحيل – الرقة
بات يصعب على علي الوصول إلى أرضه الزراعية في السيارة، بعد انهيار وتضرر عدد من الجسور، في الفيضانات التي اجتاحت ريف الرقة الشرقي، لذا سيختار إما السير على الأقدام، أو سلوك طريق طويل في سيارته إذا ما كان الأمر ضرورياً.

ويضطر علي العيساوي (45عاماً)، وهو من سكان قرية أبو سوسة 60كم شمالي الكرامة، لعبور مسافة تصل إلى 5كم في سيارته للوصول إلى أرضه، بينما كان قبل تضرر الجسر المؤدي إلى أرضه يدخل أرضه بعد مسافة لا تتجاوز 200 متر.
وتسبّبت أمطار غزيرة ضربت سوريا عموماً قبل أكثر من شهر تقريباً، بفيضانات، أدت لخروج جسور حيوية وخدمية وزراعية عن الخدمة، الأمر الذي سبّب معاناة للسكان والمزارعين، ومن أبرز الجسور الحيوية التي تضررت جسر الرقة السمرة وجسر الشاهر في الحوس شرقي الرقة.
وبعد تضرر الجسر في منطقته، مُنع “العيساوي”، ومزارعون آخرون، يصل عددهم لأكثر من 70، من الوصول إلى أرضهم البالغة مساحتها 1800 دونم في السيارات.
وفاقم من معاناتهم تضرر جسر زراعي في قرية أبو سوسة، ويعد من أهم الجسور الزراعية التي تخدم المزارعين للوصول إلى أراضيهم ولمتابعة محاصيلهم.
ورممت الإدارة المحلية والبلديات بعض الجسور الخدمية المتضررة نتيجة الفيضانات بشكل جزئي، فيما بقيت الجسور الزراعية التي تخدم المزارعين دون ترميم.
وفي منتصف آذار/ مارس الماضي، خرج جسر الحوس (الشاهر)، عن الخدمة، نتيجة السيول التي ضربت المنطقة، وتضرر بشكل كبير إذ انهارت أجزاء منه.
وأُعيد تأهيله فيما بعد “بشكل طارئ وإسعافي”، وبطريقة بدائية، بوضع “كرفانة” قطار في الجزء المنهار منه، ثم ردمها بنحو 200 نقلة من البقايا، والتي ستتسبب بانسداد الجسر، ليكون عرضة للانهيار مرة أخرى.
كما خرج في الفيضانات ذاتها، جسر البليخ الواقع في الرقة السمرة شرقي المدينة، ويعتبر جسراً حيوياً وهاماً لحركة تنقل السكان، عن الخدمة بعد تضرره من السيول التي تشكلت نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت، وأعُيد ترميمه فيما بعد.
ويشتكي محمود الشنان (46عاماً)، وهو مزارع من بلدة الحوس 60كم شرقي الرقة، من الجسور الزراعية والعبّارات التي تضررت بالفيضانات وتعيقهم عن الوصول إلى أراضيهم.
وعلى الرغم من مطالبته التي وصفها بـ”البسيطة”، لترميمها من قبل المعنين بالقطاع الزراعي، إلا أن تلك المطالب لم تلق آذاناً صاغية.
تسببت الفيضانات بخروج 9 جسور عن الخدمة في الريف الشرقي، 2 منها خدمية و7 منها زراعية، وبعد ترميم الجسور الخدمية وهي جسري الشاهر والرقة السمرة، بقيت الجسور الزراعية دون ترميم.
وتضررت في الكرامة والقرى التابعة لها 5 جسور، في: الطريفاوي، أبو سوسة، أبو توثه، الميزان والكجلة، فيما تضرر جسران في الحوس، أحدهما في “خس هبّال” والآخر في “خس عجيل”.
و”الخسوس”، جمع “خس” وهي قرى تتبع وتشكّل بلدة الحو، ومنها: “خس عجيل، خس هبال، خس عالج وخس دعكور”، بالإضافة لقرى أخرى.
يقول “الشنان”، إن حجة عدم توفر الميزانية كانت السبب في رفض طلباتهم التي قدموها، كما طلب منهم أحد المعنيين بإصلاحها العبارات والجسور والاعتماد على أنفسهم، على حد قوله.
ولصعوبات اقتصادية ومعيشية يعانيها المزارعون، لم يستطيعوا إصلاح تلك الجسور على نفقتهم الخاصة، بسبب ارتفاع أسعار المواد وشرائها وفق سعر صرف الدولار الأمريكي، الذي يقارب الـ”9000 ليرة سورية للدولار الواحد”.

فيما يقول فيصل البيرم، وهو الرئيس المشارك لبلدية الكرامة، إن الإدارة المحلية والبلديات، أصلحت الجسور الخدمية، نظراً لأهميتها، أما الجسور الزراعية فهي من مسؤولية لجنة الزراعة والري، “على الرغم من مراسلتهم بأكثر من 5 كتب إلا أنهم لم يستجيبوا”.
واكتفى “البيرم” بمناشدة لجنة الزراعة والري لترميم وإصلاح الجسور والعبارات، لا سيما في ظل حلول موسم الحصاد، حيث أنها ستعيقهم من الوصول إلى أراضيهم.