في ظل قلة حصادات وتحكّم أصحابها بالأسعار.. مزارعو الشعير في كوباني يبدأون بالحصاد
فتاح عيسى – كوباني
بعد معاناة البحث عن حصادة لجني محصوله من الشعير، وجد إبراهيم، أخيراً إحداها، لكن الأمر سيكلفه زيادة في الدفع، نتيجة قلة الحصادات وتحكّم أصحابها في السعر.
يقول إبراهيم بوزان (52 عاماً) وهو مزارع من قرية برخ باطان، لنورث برس، إن المزارعين بريف كوباني الجنوبي بدأوا حصاد محصولهم من الشعير البعلي وسط معاناة من قلة عدد الحصادات في المنطقة.
ووصل وسطي المردود الذي وصف بـ”الجيد” للهكتار، في بعض الأراضي البعلية إلى إنتاج 35 شوالاً للهكتار الواحد، لكن قلة الحصادات ستُجبرهم على زيادة بدفع أجرة الحصاد، في ظل عدم تنظيم وتوزيع عمل الحصادات من قبل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وفي الوقت ذاته لم تُصدر الإدارة تسعيرة الحصاد بعد، ويقول مزارعون جنوبي كوباني إن “كل عشرة منهم يركضون خلف حصادة، على الرغم من كثرتها في بعض المناطق كالريف الغربي”.
يقول “بوزان”، لنورث برس، إن الموسم الزراعي كان ضعيفاً خلال العامين الفائتين، والمزارعون عانوا من ضعف الإنتاج، وحالياً يعانون من نقص الحصادات رغم أن الموسم يعتبر جيداً.
ويضيف: “المزارعون وأصحاب الحصادات انتظروا صدور قرار بتحديد الأجرة من الإدارة الذاتية، ولكن هذا القرار لم يصدر حتى الآن”.
ونتيجة عدم صدور التسعيرة يطالبهم بعض أصحاب الحصادات حالياً بنسبة 10 بالمئة من إنتاج المحصول كأجرة للحصادة، وهذه النسبة تعتبر “مرتفعة”، وفق رأي المزارع.
يشير “إبراهيم” إلى أن نقص عدد الحصادات في المنطقة، يعود لتوجه أغلب الحصادات إلى مناطق البادية في الرقة والحسكة ودير الزور، وهذا ما تسبب بتحكم أصحاب الحصادات بالتسعيرة.
والمنطقة واسعة والموسم جيد والمزارعون يخافون من النيران، لذلك يريدون حصاد محصولهم بأقرب فرصة، وبالمقارنة مع ذلك، فإن أعداد الحصادات في المنطقة قليلة، يقول “بوزان”.
وذكر أن هكتار محصول الشعير في ريف كوباني الجنوبي ينتج بين 20 و30 شوالاً، ويصل أحياناً إلى 35 شوالاً، وتعتبر هذه الكمية ممتازة لإنتاج الهكتار البعلي مقارنة مع السنوات السابقة.
وحول إقدام المزارعين على بيع محصول الشعير، فإن المزارعين كانوا “راضين” بهذه التسعيرة، والتجار بدأوا يشترون المحصول في الرقة بسعر 2700 ليرة سورية، إلا أن صدور قرار الإدارة الأخير بعدم استلام محصول الشعير، تسبب بخفض التجار لسعر شراء الكيلو إلى ألفي ليرة فقط، وانخفض الطلب عليه.
ويضيف: “المزارعون سيقومون بتخزين محصولهم من الشعير إلى حين وصول السعر إلى مستوى مناسب، أو إلى حين صدور قرار بالسماح بتصديره”.
وطالب “بوزان” الجهات المعنية بمساعدة المزارعين في تصدير محصولهم، كي لا يواجهوا مصير مزارعي الذرة في العام الفائت، والذي تسبب بمعاناة وضيق وخسائر مادية للمزارعين.
بدوره قال مصطفى محمد علي (38 عاماً) وهو صاحب حصادة تعمل في ريف كوباني الجنوبي، إنه بدأ العمل منذ يومين، وأنهى حصاد محصول بمساحة تبلغ 30 هكتاراً، حيث أنتج كل هكتار 30 شوالاً، مشيراً إلى أنهم يحصدون بعض المحاصيل ببطء لأن بعض المساحات مازالت طرية.
ونفى “علي” وجود اتفاق نهائي بينهم وبين المزارعين، وأشار إلى أنهم يعملون وفق مبدأ السعر العام الذي يتم الاتفاق عليه في المنطقة.
وأضاف لنورث برس: “بعض المزارعين يقولون إن أجرة الحصادة هي 50 دولاراً للهكتار وبعضهم يقول إن أجرة الحصادة هي ثمانية أو عشرة بالمئة من المحصول، ولكن لا يوجد اتفاق نهائي بهذا الخصوص.
وحصل “علي” على مخصصاته من مادة المازوت واستلم الدفعة الأولى، “لكن الكمية قليلة” إذا ما تم مقارنتها مع حاجة آلياتهم.